كمقاومتهم لآل سعود منذ ظهر الشيخ محمد بن عبد الوهاب وساعده محمد بن سعود إلى عهد استيلاء الملك عبد العزيز على الإحساء والقطيف، حاربوهم بالسلاح "بعرعر" و"دجيني" و"محمد علي باشا" وما جرى في انتدابه لابنه طوسن وابنه الثاني إبراهيم في طلعة إبراهيم باشا على نجد وأذيته لأهل هذه الدعوة المحمدية الإبراهيمية فقد عاث في نجد فسادًا مما لا فائدة في ذكره هنا، وكذلك خورشيد باشا وما فعلت الترك من كونهم خلقوا لهم المشاكل وألبوا عليهم أمراء العرب من آل رشيد وغيرهم، وكذلك أيضًا حاربوهم بتشويه دعوة الشيخ ابن عبد الوهاب بواسطة "زيني دحلان" وما لفقه من أكاذيبه وترهاته حيث شن الغارة عليهم ومن نحا نحوه كجميل أفندي الزهاوي، وابن جرجيس وأمثالهما بحيث قبحوا ذكر الوهابية في العالم الإسلامي ونسبوا إليهم الفتاوى الكاذبة الباطلة والدعاوى التي اختلقوها من تلقاء أنفسهم فسلط الله عز وجل على هذه الدولة العثمانية بسبب هذه المصادمة للحنفية المحمدية أن جلبت عليها حكومة بريطانية العظمى فسامتها سوء العذاب وما زالت الإنكليز تضرم نيرانها على تركيا وتستجيش العرب لما رأوا من كمال معاداتهم لها حتى كسروهم وأذلوهم وآخر أمرهم أن طردوهم عن جزيرة العرب وهذه عادة الله بمن عصاه وسعى في الأرض فسادًا عياذًا بالله.
ولما سقطت تركيا فر السلطان وحيد الدين وذلك لما انتصر الكماليون على اليونان وكان قد أفتى السلطان بكفرهم وإلحادهم وبخروجهم عن طاعته فالتجأ إلى مدرعة إنكليزية، ولما علم الشريف الحسين بفراره دعاه للإقامة بالحجاز ولا يعلم ما قصد الشريف بذلك إلا طلب الخلافة فقدم السلطان إلى الحجاز بعد هذه السنة بأربع سنين، وأقام في مكة أربعة أشهر إلا قليل وعاد منها.
والظاهر أن عودته منها لنحس الشريف، وقد كتب السلطان وهو في مكة منشورًا عظيمًا باللغة التركية وترجم بالعربية ثم طبع في مطبعة الحكومة بمكة ذكر في ذلك النشور خطته في الحرب وأنه لم يرتض خوض الدولة غمرات معامعها