للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبسط فيه خيانة "مصطفى كمال" وما جرى من "رؤوف بك" واحتلال أضنة والموصل، وأنطاكية والأستانة، وأزمير؛ وهدنة؛ ومندروس عهده سيفر، وبرء نفسه من الجبانة والخيانة وما عامله به الوزراء والرؤساء من الخيانات التي آخرها أن فر خوفًا على نفسه، وقد جاء هذا المنشور في نصف كراسة حائزًا من الفصاحة والبلاغة شيئًا عجيبًا؛ ولولا خشية الإطالة لأتينا به ولكن على من أحب مراجعته أن يطلبه في مواضعه.

وفيها استنجد الشريف حسين بن علي بأمير الجبل سعود بن عبد العزيز بن رشيد لقتال ابن سعود، وقد قدمنا أنه لما محت جيشه واقعة تربة وجرى عليه من أمر الله ما لا يطاق وكان قبلها لا يحسب لابن سعود حسابًا التفت إلى خصم ابن سعود الألد ليكون وإياه يدًا واحدة على ابن سعود فلا يدعه يستريح لما هناك من العداوة المستمرة، فقال لابن رشيد هذه المرة يا بني إن عدوك عدونا بل عدو العرب والإسلام، خذ السلاح والذخائر والمال فهو عندنا، وعندك شمر ففيها الأشبال والأبطال فسر لقتال ابن سعود فاستفزه.

وقد كان سعود بن رشيد هذا قد عقد مع ابن سعود بعد أن جهز عليه صاحب الجلالة عبد العزيز نجله سعود بحملة على الجبل في صيف هذا العام فوصل بهذه الحملة إلى وادي الشعيبة جنوبي جبل أجا وأغار على عربان لابن رشيد هناك فأصاب منهم مغنمًا، ولكنه لقلة المرعى للركائب في الصيف وتلة الأرزاق للجيش لم يتقدم إلى حائل.

وقد حدث في ذلك الحين حادث في نواحي الكويت شغل ابن سعود عن ابن رشيد فاكتفى بإرسال سراياه عليه للغزو والمناوشات، فبعدها عقد ابن رشيد هذا الصلح بينه وبين ابن سعود وكان صلحًا سمينًا غير أنه لما أمده الشريف بالمال والسلاح وحسن له الباطل في زخرف القول انخدع وقبل توجيهات الشريف وذلك لقرب نظره وسوء تدابيره لصغر سنه الذي لا يتجاوز الحادية والعشرين.

ولما أن أراد قتال ابن سعود وجد تطور الأحوال وانعكاس أمره وخيبة الآمال،