وكان الإخوان في جهادهم إذ ذاك ليس لهم قصد سوى أن يدين الناس وينقادوا للإسلام، وتكون كلمة الله هي العليا على حسب اجتهادهم، وما ترشدهم إليه أفهامهم، فخدعهم سالم لما قالوا له كن معنا ومنا، كن موحدًا ونظف بيتك من الشرك والمنكرات، فلك ما لنا وعليك ما علينا، فراغ روغان الثعلب وأجاب الدويش وإخوانه بقوله: وهل يرفض مثل هذه النعمة إلا الأحمق، إني والله منكم خيال التوحيد أخو من أطاع الله، ولكن في بيتي ما يقتضي رجوعي إليه قبل أن أجيئكم، انتظروني في الصبيحية، فصدقه الدويش وقفل راجعًا إلى الصبيحية بعد أن قتل من رجاله خمسمائة.
ولكن بالنسبة إلى أن تدين الكويت ويدين صاحبها ليس الخمسمائة الذين بهم من رجاله بشيء، وبذلك تعلم حسن نية الأخوان وسلامة قلوبهم.
أما أهل الكويت فقتل منه ثلاثمائة مقاتل، ولما أن وصل سالم بن صباح إلى الكويت طلب من الإنكليز أن يحموا بلاده وإلا فإنه سيقبل شروط الإخوان، وبدأت المفاوضات البرقية بين الكويت وأبي شهر، ثم بين حكومة الهند ولندن، واستمرت ثلاثة أيام بينما كان الدويش وإخوانه ينتظرون توبة سالم وأصحابه، فجزع خلالها الدويش وهو ينتظر سالمًا في الصبيحية يقدم إليه بطاعة أهل الكويت وإسلامهم، فأرسل وفدًا من قبله إلى الأخ سالم فتمارض ولم يقابله، ثم جاء الجواب من الحكومة البريطانية ومع ثلاثة مراكب حربية، فرست في مياه الكويت وشرعت في الليل تطلق الأسهم النارية تهويلًا وترويعًا، فلما كان من الغد وصلت طائرتان من العراق فشفي سالم بن صباح من مرضه إذ ذاك وقابل وفد أخيه الدويش في مجلس رسمي حضره الوكيل البريطاني الماجرمور الذي هم بمخاطبة الإخوان، فسمع جوابًا أقنعه في الحال، وكان كلامه في مخاطبته لوفد الدويش أن قال:
الشيخ سالم صديق لدولة بريطانيا البهية وأنتم جئتم تحاربونه بدون أمر من ابن سعود، فقال رئيس الوفد: ما جئنا إلا بأمره، وهو أيضًا صديقكم، تالله أن هذا الجواب لمن الأجوبة المسكنة، فسكت الوكيل، وأرسل كتابًا إلى الدويش وفيه أن