الآخر وأمره أن يزحف ببقية الجيش إلما شمر فيناوشهم القتال فزحفت الجيوش وأحاطت بحائل فعندها قام الأمير عبد الله وأهل حائل يستأذنون الأمير محمد بن عبد الرحمن بإرسال وفد من قبلهم إلى صاحب الجلالة عبد العزيز فأذن بذلك فجاء الوفد إلى الملك يطلب الصلح على أساس الشروط المفروضة غير أنه وافق وقتًا ليس أمامه إلا الحرب أو التسليم فلم يقبل الملك بما كان قد عرض عليه وأجاب بأن قال اعلموا أن الرئاسة القائمة بين عبد وامرأة لا تدوم وكتب كتابًا إلى أهل حائل وهو هذا:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ من عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل إلى جناب الكرام عبد الله آل متعب وعثمان آل عبد الكريم وكافة أهل حائل سلمهم الله تعالى آمين سلام على من اتبع الهدى ورحمة الله وبركاته وبعد ذلك الخط وصل الجماعة خدام وخويًا وصلوا وتفاوضنا معهم بحضرة من علماء المسلمين وأكابرهم ولا بد من أن يبلغوكم ما حصل بيننا وبينهم من الكلام شفهيًا ولكن حقيقة الأمر أنا طلبنا منهم كما أنكم قد أمضيتموهم وكلاء أن يخاصمونا عند الحاكم الشرعي وأن اجعل وكيلًا من جهتي وهم وكلاء عنكم ويعملوا ما تحكم به الشريعة، فلما أن سمعوا ما تكلم به علماء المسلمين وأكابرهم من أنه لا يصلح ولا يرتضا أن يكون لآل رشيد إمارة على شيء من أمور المسلمين إلا أن يكون لهم حجة شرعية، فأجابوا أن ليس لنا وكالة مطلقة بموجب عزل آل رشيد عن الإمارة وإنما أتينا لأمر غير هذا وهو مجرد السمع والطاعة وإننا ندخل فيما دخل فيه المسلمون فشهدوا وأفتى الحاضرون من علماء المسلمين بأنه لا يحل ذلك لابن سعود ولا نجيزه فأجاب الجماعة إنا لا نقيد المحاكمة على ذلك بل نراجع ابن رشيد، بقي الآن في الحاضر أنتم تفهمون أن الأمر يومئذ لله، وأن الدنيا دول فأحببنا إخباركم بما يلزم، فإن أجبتم فنرجوا أن الله سبحانه أن يحقن الدماء ويوفق الجميع لاتباع هذه الشريعة، وإن أبيتم فتكون الذمة بريئة، فبموجب فتوى المشايخ ونظرنا في عواقب الأمور ومصالح المسلمين رأينا أنه ما يصلح أمر ولا يكون بيننا اتفاق إلا على شرطين.