ومن يعتقد غير الذي جاء نصه ... لكم في كتاب الله لا شك يأثم
الستم أقمتم ميل نهج محمد ... وقد كاد يعفو أو يبيد ويهرم
سيأتي قتيل الطف في الحشر شاهدا ... بهذا وحجر والمقام وزمزم
غداة كسوتم كعبة الله واعتلى ... بابطحها الدين القويم المعظم
ولم يبق فيها قبة أو ذريعة ... إلى الشرك ألا وهي تمحى وتهدم
معال متى تذكر تصاغر عندها ... معالي ملوك أخروا أو تقدموا
فلا مجد إلا خشية الله والتقى ... ولا فخر إلا الشرع فيه المقدم
ليهنك يا عبد العزيز بن فيصل ... مغانم تدعي وهي في الأجر مغنم
إذا شق أمر المسلمين مضلل ... فأنت له الموت الزؤام المحتم
دلفت له قبل الشروق بفيلق ... إحم الرحى فيه المنايا تقسم
فأسقيتهم سما زعافا يشوبه ... بأفواههم بالموت صاب وعلقم
تظل به غرث السباع نواهلا ... وعقبانه منها وقوع وحوم
كما قد جرى يوما على أهل حائل ... وقد صرفوا عن منهج الرشد أو عموا
وظنوا بأن الدار كالاسم حائل ... نفور عن الإزاج جداء معرم
فانكحتها حم الرماح فأصبحت ... كشافًا بعيد الحمل بالشر تلتئم
فكم كاعب حسناء تلطم وجهها ... وأخرى تشق الجيب بالثكل أيم
وكم نصحوا لو كان للنصح موضع ... وكم عدل لو كان فيهم محلم
ولكن أبوا إلَّا شقاق لم يكن ... لهم وزر إلَّا حسام ولهذم
وقال زعيم القوم لا بل شقيهم ... ابن طلال أرسلوا فهو أحزم
فلما أتاهم زادهم مع خبالهم ... خبالًا وعقبى ما أتوه التندم
وظنوا بأن الله يخلف وعده ... وهيهات وعد الصادق الوعد أحكم
وقد قال جندي غالب لا محالة ... بذاك قضائي في البرية مبرم
أطل عليهم واحد في كماله ... ولكنه في الباس جيش عرمرم
بفتيان صدق في اللقاء أعزة ... لهم نسب ما شابه قط أعجم