للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم في ٨ ربيع الثاني اجتمع في الصباح حضرة السلطان عبد العزيز والمندوب السامي فخرج من هذا الجلس المندوب ومعه في جيبه تقرير طويل باللغة العربية، ولما أن وصل إلى مجلسه دعى بأمين الريحاني بعد أن استقر في مجلسه قريبًا من ثلاثين دقيقة ليترجم له تلك الرقعة التي فيها التقرير، فإذا هو يتعلق بقبيلتي العمارات والظفير كان قد قد أعده السلطان لمندوبه في مؤتمر المحمرة وهو مكتوب في صورة السؤال والجواب إذا سألوك كذا وكذا أجب كذا وكذا، واذا ألح المندوب الإنجليزي في أمر من الأمور اسأله إذا هل يتكلم بلسان حكومته أو بلسان حكومة العراق، فإذا كان بلسان حكومة العراق فالجواب هو أننا لا نتساهل بحقوقنا، وإذا كان بلسان حكومة بريطانيا فجاوب إكرامًا لحكومة بريطانيا، هذا إذا كان من الأمور الثانوية، أما إذا كان من الأمور الجوهرية فالجواب أننا لا نسلم إلا مكرهين، والحكومة البريطانية تفهم أن عاقبة الإكراه وخيمة، فلما قرأ عليه ما تقدم وترجمه كلمة كلمة لم يظهر السير برسي كوكس شيئًا من الاكتراث، وكان من هذه المحاورة قول السلطان للمترجم إذا سألوك عن العمارات قل إنها من عنزة كلها من أبناء عم ابن سعود ومن رعاياه، ولقد كانت هذه المفاجآت المزعجة التي تصدر من جلالة الملك، فأجاب السير برسي كوكس عنزة العراق يعني العمارات تفضل أن تكون من رعايا العراق، أما عنزة سورية يعني الرولة فقد تفضل أن تكون من رعايا ابن سعود وله ما يشاء ولقد كانت هذه مضحكة عجيبة كأنه يقول الذي عندنا هو لنا والذي عند غيرنا من الفرنسيين هو لك يا عبد العزيز إذا استطعت أن تستولي عليه، ثم في ربيع الثاني جلس المندوب السامي جلسة طويلة هو وعظمة السلطان، وكان المندوب قد زل زلة كبرى وذلك باستدعائه إليه عبد اللطيف باشا المنديل أحد المستشارين يومئذ لابن سعود ففاوضه مفاوضة استمرت نصف ساعة وأعطاه صورة كتابين مكتوبين بقلم الرصاص باللغة الانجليزية ليسلمها إلى السلطان، فأرسل السلطان عبد العزيز إلى أمين الريحاني يدعوه ليترجمها له، وكان ينبغي أن يكون بينهما مترجم رسمي للغة العربية واللغة الانجليزية فترجم الكتابين