للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جانب، وموسم اللحم في جانب، وما بين ذلك من الذهب والفضة والسلاح والإبل والأغنام والبيع والشراء والأخذ والعطاء وغير ذلك، وهو مدى البصر ولا تسمع فيه إلا كدوي النحل من النجناج وقول بعت وشريت، والدكاكين على جانبيه الشرقي والغربي وفيها من الهدوم والسلاح والقماش ما لا يعرف ولا يوصف، إلى أن قال في موضع آخر: وكانت الدور فيها لا تباع إلا نادرًا وأثمانها سبعة آلاف ريال وخمسة آلاف والداني بألف ريال وأقل وأكثر، وكل شيء يقدر على هذا التقدير وكروة الدكان الواحد في الشهر خمسة وأربعون ريالًا وسائر الدكاكين للواحد بريال في اليوم وشيء بنصف ريال، وذكر لي أن القافلة من الهدوم إذا أتت إليها بلغت كروة الدكان في اليوم الواحد أربعة أريل، وأراد رجل منهم أن يوسع بيته ويعمره فاشترى نخيلات تحت هذا البيت يريد قطعها وتعمير موضعها كل نخلة بأربعين ريالًا وخمسين ريالًا فقطع النخل وعمّر البيت ولكنه وقع عليه الهدم قبل إتمامه.

وذكر لي من أثق به أن رجلًا من أهل الدرعية قال لي إني أردت ميزابًا في بيتي فاشتريت خشبة طولها ثلاثة أذرع بثلاثة أريل وأجرة نجره وبنائه بريال، وكان غلاء الحطب فيها والخشب إلى حد الغاية، حتى قيل أن حمل الحطب بلغ خمسة وستة والذراع من الخشبة الغليظة بريال وكل بيوتها مقاصير وقصور، كان ساكنها لم يكونوا من أبناء ساكني القبور، فإذا وقفت في مكان مرتفع ونظرت موسمها وكثرة ما فيها من الخلائق وتزايلهم فيه وإقبالهم وإدبارهم وسمعت رنتهم ونجناجهم فيه فكأنه دوي السيل القوي إذا صب من عالي جبل، انتهى.

قلت ما ذكره رحمه الله فإنه عجيب من جهة العز والرفاهية وكانت هذه الأشياء المقدرة بهذا التقدير أمرًا بديعًا بحيث أن حمل الحطب في ذلك الزمان لا تزيد قيمته عن ربع ريال في سائر البلدان النجدية وغالب البيوت في البلاد الأخرى لا تبلغ قيمتها أكثر من ثلاثمائة ريال فرانسي أضف إلى ذلك كساد الأشياء بعد ذلك بحيث كان غالب البيوت في مائة ريال والبيت العادي لا تتجاوز قيمته ثمانين ريال، ونذكر مهور النساء بعد ذلك فمن النساء من لا يتجاوز مهرها ثلاثة ريالات وأما