شروطًا منها: إرجاع إمارة آل رشيد وإمارة آل عائض وإمارة الجوف، وأن يرسل ابنه يزيدًا بعد ذلك ينوب عنه في المؤتمر وأن يرجع ابن سعود الخرمة وتربه، وطلب أن يرسل ابن سعود ابنه عنه فأبى ذلك ابن سعود، وقدمنا أنه لم يحضر الحجاز وفد، فأين الحسين أين وفده لقد سار بنفسه متوجهًا إلى عمان يخطب الخلافة في اليوم الذي جلس فيه الوفد فلما علق وفد العراق مشكلته بمشكلة الحجاز رفض الوفد النجدي المادة الشرطية، فعندها بعث رئيس المؤتمر برقية إلى حكومته، كان فيها أنه لا يكمن البت في شأن من الشئون ما لم يوفد الحجاز مندوبه، فتأخر المؤتمر إلى غرة جمادى الثانية ليتمكن الوفدان الرجوع إلى بلاديهما ليستشيروا حكومتيهما في المسائل المختلف فيها.
وكان الخلاف بين نجد وحكومة عمان هو الجوف وقريات الملح، وفي خلال هذا المؤتمر أرسل الأمير عبد الله قوة احتلت القريات لما علم بما كان من الاتفاق بين ابن سعود وبين بريطانيا العظمى، فهم عبد العزيز بن سعود أن يجهز حملة تخرج تلك القوة منها، فلجأ الأمير إلى الحكومة البريطانية فطلبت من ابن سعود عدم المعاجلة بالزحف إلى الجوف ووعدت بتسوية المسألة بالوسائط السلمية.
أما قريات الملح فهي تتألف من قريتين كبيرتين ويتبعهما ثلاث مزارع وفي أراضيها معادن ملح كثيرة، يشحن أكثر منتوجها إلى حوران وغيره، وقد استهل رئيس الوفد الأردني يخطب بإطراء صاحب الجلالة الهاشمية والنهضة العربية والحكومة البريطانية التي ساعدت في استقلال العرب، ثم قال متجرئًا أن شرقي الأردن هي من ثمار هذا الاستقلاق وأن الجوف وسكاكة وما يتبعهما هي لازمة له وهي ضرورية للمواصلات بين شرقي الأردن والعراق، فيجب إذن أن تكون تحت إشراف حكومة الأمير، وقال في الجلسة الثانية أن الجوف وسكاكة وتوابعها هي من الأراضي السورية التي تبدأ حدودها من مدائن صالح وتنتهي عند أو كمال على نهر الفرات، وأن حكومة شرقي الأردن هي من سوريا فيجب أن يكون الجوف بأجمعه تحت إدارتها، فأجابه المندوب النجدي أن الجوف وسكاكة ووادي السرحان