أما وفد شرقي الأردن فقد صمم على متطلباته ولم يتنازل عن شيء منها، وقد اقترح رئيس الوفود استفتاء الأهالي في القريات، فقبل الوفد النجدي بذلك على شرط أن يعمل بهذا المبدأ في الأماكن المتنازع عليها بين نجد والحجاز، أي في تربة والخرمة، فلم يقبل الوفد الأردني بذلك بل طلب أن يكون الجوف ووادي سرحان منطقة حياد بين القطرين فرفض الوفد النجدي وأرفض المؤتمر وتأجل أيضًا إلى شعبان ليتمكن الرئيس من مفاوضة السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن.
وقد كان يأمل في سعة الوقت أن يغير الحسين الشريف رأيه فيرسل مندوبه في المؤتمر، نعم قد غير رأيه الشريف فعين نجله الأمير زيدًا ممثلًا للحجاز ولكنه لم يحضر، وبينما كان وفد العراق قد عاد للمرة الثانية يستشير حكومته قادمًا للمرة الثالثة إلى الكويت خرج فيصل الدويش وقد فرغ صبر عربانه غازيًا في أطراف العراق، فعندها غضبت الحكومة وأمرت وفدها بالرجوع إلى بغداد فلم يعقد لذلك اجتماع ثالث.
ولما كتب بعض الأدباء إلى حضرة صاحب الجلالة عبد العزيز ساعيًا في الوفاق بين البلدين وعقد معاهدة نجدية عراقية أوسع نطاقًا مما سبقها في العقير وفي المحمرة بعث عبد العزيز إليه بهذا الجواب: أما ما ذكرته عن اتفاق مع حكومة العراق فكنت أرغب به من صميم قلبي ولكن حكومة العراق لا تزال تعمل ضدنا في تأليف العصابات من مجرمي العشائر لمهاجمة رعايانا الآمنين وقطع الطرق على القوافل، يعلم الله أن جل مقصدي هو أن أعيش بسلام مع جيراني وأن نتحد كلنا على ما فيه خير العرب، ولكن الأشراف لا يروقهم ذلك فحسبنا الله.
وبعث أيضًا جلالة الملك كتابًا من القصيم في ١٤ رمضان في هذه السنة يقول: قد جئنا القصيم بأمور لا بد منها، منها: الاستعداد للطوارئ قد عينا عبد العزيز بن مساعد الجلوي أميرًا في حائل وجعلنا المنطقة الشمالية بما فيها القصيم والجوف وخيبر تحت إمارته وزودناها بالتعليمات الكاملة والقوة الكافية والصلاحية الواسعة وبدلنا أمير الجوف، فعينا مكانه عبد الله بن محمد بن عقيل، وأصحبناه بما