فتكلم سلطان بن بجاد المدعو سلطان الدين قائلا: يا للإمام نحن نبغي الحج، ولا نريد أن نصبر أكثر مما صبرنا على ترك ركن من أركان الإسلام مع قدرتنا عليه، ليست مكة ملكا لأحد، ولا يحق لأحد أن يمنع المسلمين، أو يصد المؤمنين عن أداء فريضة الحج، نريد أن نحج يا عبد العزيز فإذا منعنا الشريف حسين، دخلنا مكة بالقوة، وإذا كنتم ترون أن من المصلحة تأجيل الحج في هذا العام، فلا بد من غزو الحجاز لنخلص البيت الحرام من أيديهم، فأجاب السلطان عبد العزيز قائلا: إن مسألة الحج من المسائل التي يرجع الفصل فيها إلى علمائنا وها هم حاضرون فليتكلموا: تكلم الشيخ الورع سعد بن عتيق -رحمه الله- أن الحج من أركان الإسلام، ومسلموا نجد والحمد لله يستطيعون أن يؤدوا هذا الركن على الوجه الأتم بالرضى أو بالقوة، ولكن من أصول الشريعة النظر إلى المصالح والمفاسد، فالأمر الذي قد يؤدي إلى ضرر أو مفسدة يدفع ويؤجل من أجله الحج، فهل هناك مفسدة أو مضرة قد تنتج عن الترخيص لمسلمي نجد بالذهاب إلى بيت الله، ذلك ما نريد أن نقف عليه من الواقفين على السياسة. ولقد كان السلطان عبد العزيز في الخمس السنين الماضية يجيب على هذا السؤال بالإجاب فيمنع أهل نجد عن الحج خوف أن يحدث ما لا تحمد عقباه، وقد كان يعالج مشاكل أهل نجد مع الحجاز بالطرق السلمية السياسية.
أما في هذا الاجتماع فقد قال عظمته مخاطبا العلماء والإخوان، نحن لا نود أن نحارب من يسالمنا، ولا نمتنع عن موالاة من يوالينا، ولكن شريف مكة دائما كما تعلمون يزرع جذور الشقاق بين عشائرنا، وهو الوارث من أسلافه بغضنا، ومع ذلك فقد بلغت كل ما في وسعي لحل المشاكل التي بيننا وبين الحجاز بالتي هي أحسن، وكنت كلما دنوت من الحسين تباعد، وكلما لنت له جفاني، إي ورب الكعبة، ولست أرى في تطور الأمور ما ينعش الأمل، بل أرى الأمور تزداد شدة وارتباكا، ولا يحسن الاستمرار في خطة لا تعزز حقوقنا، ومصالحنا، فوقف السلطان عند هذه الكلمة، فلما سمع الإخوان كلامه، هتف الجميع يقولون: توكلنا على الله