للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت الأمة قبل ذلك لما رأت امتناع الحسين وعدم قبوله أن يكون ابنه الملك، أسست الحزب ولم يدر الحزب إلا ورئيسه محمد طويل الذي كلم الحزب بالتليفون بأن الأمير عليا قبل الملك، فأجابه الحزب بأن المسألة قد تمت ولا هنا لزوم لعلي ولا خلافه، وأن الحزب يكفي لإدارة الأمور إلى حين انتهاء الحال.

فلم يرض الطويل ولم يقبل إلزامهم بالبيعة لعلي، ثم إنه أقسم بقية الأفراد للهيئة الإدارية، نعاهد الحزب الحجازي الوطني معاهدة طوع وإيثار وإخلاص من طويتنا، وصدق نيتنا، طائعين غير مكرهين، ونحلف بالله وعظيم آياته أن نكون طائعين للحزب في كل ما ينفع الأمة وأن نحفظ أسراره، ونكون له عينا على كل أعداءه، نعادي من عاداه، ونوالي من والاه، علينا بهذا العهد عهد الله؛ إن عهد الله كان مسئولا، وما أخذه الله على أنبيائه ورسله عليهم السلام، وعلى من أخذ من عباده مواثيق ومحكمات عهوده أن نتمسك بهذا العهد، وأن نستقيم ولا نميل، وإن نكثنا هذا العهد أو بدلنا شرطا من شروطه معلنين أو مسرين أو محتالين أو متأولين، خذلنا الله يوم نحتاج إليه وبرأنا من حوله وقوته وألجئنا إلى حولنا وقوتنا، والله عز وجل بذلك شهيد وكفى بالله شهيدا ليلة الاثنين ٧ ربيع الأول سنة ١٣٤٣.

فقام رئيس الحزب محمد طويل ولبس عقالا ذهبيا (شطفه) وانتفخت أشداقه، وصعر خده يبحلق عينيه، ويرخي ويزبد على كرسيه ينكت الأرض بقضيبه يتهدد ويتوعد، ونشر الحزب للأمة التدابير في منشورات تحث على التعاون والتعاضد، وصدرت التدابير في منشورات يمضي عليها محمد الطويل، فلا تسأل عما كان يديره من الأعمال العجيبة، لكنها مع الأسف لم تسمن ولم تغن من جوع.

ورفع الحزب برقيات عديدة إلى العالم الإسلامي في مشارق الأرض ومغاربها، وصرخوا صرخة رنت لها شعاب مصر والشام والهند والسند وتركيا وإيران، ودوت إلى لندن وغيرها أخبارا بأن الحجاز بلاد مقدسة، وقد تنازل الحسين وولوا ابنه عليا، فبما أن الشعب الحجازي بأجمعه الواقع الآن في فوضى العامة بعد فناء الجيش المدافع وعموم البلاد الحجازية مستهدفة لخطر كارثة ساحقة خلعوا ونصبوا.