وبعد هذا البلاغ يلقي كل مسؤولية على عاتق المسلمين إذا لم يسارعوا في إنقاذ البلاد لإيقاف جيوش الإمام ابن سعود، وعند آخر نقطة وصلت إليها، وإرسال المندوبين بكل ما يمكن من السرعة، فجاءت الجوابات من رئيس جمعية الخلافة بالهند بأنها لا ترضى الحكومة يكون على رأسها أحد أبناء الحسين، وأن الحجاز يجب أن تكون خاضعة لرأي العالم الإسلامي، وأكد شوكت علي رئيس الجمعية بأن سعى جهده لحمل بريطانيا على عدم التدخل في مشكلة الحجاز ورفع في ٣٠ ربيع الأول خطابا وتقريرات إلى حكومة الهند، يذكر فيها أن جمعية الخلافة تضع ثقتها فيها لأنها في مركز يؤهلها لفهم مقاصد المسلمين في البلاد المقدسة أكثر من حكومة لندن، لهذا يطلب منها أن تمنعها في مسألة الحجاز.
أما مجلس فلسطين فقبل الوساطة، وكتب الرئيس أمين الحسيني برقية رفعها من المجلس الإسلامي الأعلى بالقدس إلى السلطان عبد العزيز بن سعود متوسطا بالسلم بينه وبين الملك الشريف، فأرسل إليه السلطان عبد العزيز بهذا الجواب.
إلى سماحة المفتي رئيس المجلس الأعلى بالقدس يحزننا أن تكون جاءت وساطتكم في وقت متأخر، فأنا منذ سبع سنين نتوسل بجميع الوسائل لإحلال الصلح والوفاق محل الجفا والشقاق، فلم تثمر مساعينا وكنا كلما لنا للحسين تجافى، فتصرفاته المتكررة في شرقي الأردن التي تبرهن عن نواياه الأكيدة في بلادنا من عسير وغيرها، ومعاملته كافة حجاج بيت الله وعجزه عن تقرير الأمن في الحجاز مما أجبرنا أن نتخذ التدابير الفعالة لتستقر الحالة في بلاد الحرمين وليأمن مستقبل بلادنا، وإنا نرغب في وجود إدارة في الحجاز تكفل حقوق جميع المسلمين بوجه المساوات، وتضمن راحة الحجاج، وتزيل عنهم المظالم كلها.
ثم أنه رفع الحزب كتابا عظيمًا إلى سلطان نجد فيه تمام الحفاوة والوقار وهذا معناه.
إنا معشر العرب أمة واحدة شرفها الله بالإسلام، وذكروا حرمة البلاد السعودية لما ذكروا أنه قد وقع بينه وبين الحسين سوء تفاهم ومنازعات بأسباب