عائدة لشخص الحسين، وليس للأمة الحجازية علاقة بها لأن السلطة المطلقة بيده ولا تزر وازرة وزر أخرى، وأنه يتكلم بلسان الأمة وينسب لهم ما لا يوافقون عليه، إذ ليس بينه وبين الأمة المجاورة لهم من سكان نجد ما يوجب المقاطعة والعداوة مع وحدة الدين والمذهب أنهم هبوا إلى خلعه لما جنى تلك الجنايات، وكلفوه التنازل عن ملكه لما ظهر من امتناعه عن تلافي هذا القتال بالطرق السلمية، وبايعوا عليا بشرط أن ينزل على رأي الأمم الإسلامية، فبلسان هذه الأمة وباسم الإسلام الذي قمتم لنصرته وأوقفتم حياتكم لرفعة شأنه وعلو مكانته نخاطبكم ونرغب من شهامتكم العربية بإيقاف الجيوش عند آخر نقطة وصلت إليها، والموافقة على إرسال المندوبين من طرفنا للمفاوضة معكم فيما يجب عمله، ثم ذكروه بالله ورسوله أن يستوصي بهم خيرا، وذكروا أنهم مسلمون متقيدون بالكتاب والسنة، وبينوا اعتقادهم الذي يربطهم معه، وختموا الكتاب بهذه العبارة، هذا ونلتجأ إلى الله تعالى ثم إلى عدلكم وشهامتكم أن تأمروا بإجابة رغائب الأمة الحجازية المستعدة لقبول طلباتكم العادلة، والله على ما نقول وكيل، وإنا نحمد الله إليكم أولا وآخرا والسلام ٥/ ٤/ ٤٣/ و ٧/ ٤/ ٤٣.
وقد ذكر لنا أن هذا الكتاب وقع في يد الحسين، وأنه سكت عليه فلم يصل إلى ابن سعود، في خلال ذلك كان الملك علي في مكة يعمل على تهدئة الخواطر لما وجد أهلها في أشد حالات الذعر لما كانوا يتوقعونه من القتل على يد الواهبيين فطمنهم بوعوده وأنه على تفاهم مع ابن سعود والإنكليز إلى تسوية الخلاف.
وأبرق لابن سعود برقية رفعها عن طريق البحرين وذلك طلبا للصلح وإن كان عليه بعض الهضم، وهذه صورة برقية لابن سعود.
إن أقصى رغبتي أن سود السلام في الجزيرة وأن تعود السكينة ما بين نجد والحجاز، وإني باسط لك رأيي في السلم ومقترح عليك عقد مؤتمر فيه إتمام المفاوضات التي بدأت في مؤتمر الكويت ينتهي بحول الله إلى حل يرضي الجميع، وذلك بعد سحب الجنود النجديين.