للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العارض وقد طالما تنازع السيادة فيه كبيرتا بلدانه بريدة وعنيزة ونزعت كلتاها قديمًا إلى الاستقلال عن ابن رشيد وعن ابن سعود ولأهل القصيم أوصاف وسجايا تخالف سجايا أهل العارض وعاصمة القصيم اليوم هي بريدة، وهذه المدينة كانت في الماضي ماء لآل هذال فاشتراها منهم راشد الدريبي العنقري آل عليان سنة ٩٥٨ ثم عمرها وسكنها وعشيرته ومن معهم وكان الدريبي من أهالي ثرمدا.

قال ياقوت بريدة تصغير بردة ماء لبني ضبينة وهم ولد جعدة بن غني بن أعصر بن سعد بن قيسر بن عيلان، عبس وسعد، أمهما ضبينة بفتح الضاد وكسر الباء بنت سعد بن غامد من الأزد غلبت عليهم؛ ولقد كان الزمن الذي بين وفاة ياقوت وبعث بريدة لا يقل عن مائتين وخمسين عامًا لأن وفاته في أوائل القرن السابع، وقال محمد أمين الخانجي في منجم العمران الذي جعله استدراكًا على معجم البلدان في ذكر بريدة أنها ماء لبني ضبينة، وقال البستاني أيضًا هي مدينة بالقصيم من جزيرة العرب شمالي عنيزة عدد سكانها ٢٥٠٠٠ نفر، وهي من منازل حجاج بغداد فيها أسواق حسنة وشوارع فسيحة ويحيط بها سور تحفه البساتين التي يحيط بها سور آخر وأبراج وخنادق وبها قصر قديم يقيم به شيخ البلد وكانت ذات تجارة وثروة ثم ذكر انحطاطها في ظهور إبراهيم باشا بعد حصار ثلاثة أيام ودك حصونها ثم عادت سنة ١٢٥٩ وكان ذكره لهذا الانحطاط بعبارة ركيكة وسكان بريدة ليسوا من قبيلة واحدة بل هم الآن من قبائل شتى؛ ومن سكانها آل أبي عليان الذين منهم الأمير حجيلان بن حمد في زمن الإمام سعود بن عبد العزيز والأمير عبد العزيز آل محمد الذي يأتي ذكره في أواخر أيام الإمام فيصل، وسمي القصيم بهذا الاسم لأنه قصيمات رمل متقطعة، وفيه معارك في الجاهلية والإسلام ويقع بين جبلي طيء وحائل وقراها، وبين عارض اليمامة وقراه ووشم اليمامة الذي عاصمته شقراء قال زيد الخيل الطائي:

ونحن الجالبون نساء عبس ... إلى الجبلين من أهل القصيم

فكان رواحها للحي كعب ... وكان غدوها لبني تميم