وقال في القاموس والقصيمة رملة تنبت الغضى ثم قال وكأمير موضع بين اليمامة والبصرة انتهى، وحده جنوبًا بلد المذنب، وشمالًا بلد القوارة، وشرقًا النباج المعروف بالأسياح؛ وتبلغ قرى القصيم مائتي قرية، أما بريدة قاعدة القصيم فتشتهر بالبساتين وتربية الإبل والغنم والخيل والتجارة الواسعة، ولما أن تطورت الأحوال توفرت فيها السيارات على اختلاف أنواعها وفجرت فيها العيون الارتوازية ولا تزال في تقدم وقوة في الكمية والكيفية، وقد امتاز أهلها بكمال السمع والطاعة لمن تأمر عليهم وقد امتدحهم الأمير الشاعر محمد بن علي العرفج بهذه الصفة لذلك لا يضع من قدرهم أبتاعهم لأميرهم محمد بن عبد الله أبي الخيل حين تغلب عليهم فتبعة ذلك عليه لا عليهم، ولما أن دخلت هذه المدينة في حكم آل سعود كبقية نجد كان لهم الإذعان التام؛ وطالما قدموا نفوسهم وأموالهم أمام جلالة الملك عبد العزيز بما كانوا به موضع ثقة من حكومتهم وكان آل أبي عليان هم أمراءها حتى انتزعها منهم آل أبي الخيل.
وإليك بعض أمرائها فمنهم حجيلان بن حمد البطل الشجاع، وبعده محمد بن علي العرفج، ثم عبد العزيز بن محمد وكلهم من آل عليان، وعبد الله بن عبد العزيز بن عدوان، ومحمد الغانم، وسليمان الرشيد، ومحمد بن أحمد السديري، ومهنا الصالح آل أبي الليل وكل من هؤلاء تحت حكم آل سعود، ولما قتل الأمير مهنا تولى بعده ابنه حسن واستقل ببريده، وبعده أمراء آل رشيد الآتي ذكرهم، ثم جعل الملك عبد العزيز في إمارتها صالح الحسن أبا الخيل، وبعده محمد بن عبد الله، ولما أظهر العصيان لابن سعود جعل مكانه السديري فلم تطل مدته، فجعل ابن سعود فيها الأمير عبد الله بن جلوي، أما قضاتها منهم الشيخ عبد العزيز بن سويلم من أهالي الدرعية؛ ومنهم الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبي بطين؛ ومنهم الشيخ سليمان بن علي المقبل، وبعده الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، ثم بعده الشيخ صالح بن قرناس؛ ثم أعيد الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم إليها للمرة الثانية؛