وبعده الشيخ عبد العزيز بن بشر، وبعده الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم، وبعده الشيخ عمر بن عمر بن محمد بن سليم وقد أنجبت رجالًا وزعماء وعلماء ومدرسين وقضاة ومفتين قال بعض الأدباء يمتدحها:(١)
وسكناي في فيحا بريدة من لها ... ينادي جميع الشرق وسطك أرحب
لما ضم من أهل العلوم الذين هم ... يزال عن الدين المشرف غيهب
فأكرم بها كم أنتجت من مهذب ... نجيب فتى من ذي النجابة أنجب
فهذا أبا فتيا وهذاك واعظ ... وذاك بأمر العرف يأتي ويذهب
فيا رب حط سكانها وولاتها ... وأرجائها وما شأن يعزب
ولا تزال في تقدم حتى أن سور الدريبي الذي أحاطها به ليقدر بجزء من خمسة وعشرين جزءً منها حال وضع التاريخ ثم أحاطها بعده الأمير حجيلان بن حمد بسور، ثم لما زادت البيوت واتسعت رقعة المدينة كغيرها من البلدان، بعد سور حجيلان، أقيم لها سور وآخر ذلك سور آل سعود، وكان في مدينة بريدة مائة مسجد وثمانية مساجد منها الكبار والصغار والمتوسطة من مساجدها ما يبلغ عدد المأمومين فيه ثلاثمائة مأموم ومعدلها مئتان وخمسون مأموم من بين مساجدها تسعة تقام فيها صلاة الجمعة، فإذا كان في أوقات الصلاة فلا تسمع إلا لجبة في الجو من أصوات المؤذنين، ولا يتخلف عن حضور الجماعة مع سعة البلد من كان حاضرًا من الرجال ومن تجب عليه الجماعة، وجزء من مساجد بريده عامر بحلق الذكر صباحًا وظهرًا أو مساء، وفي صلاة الفجر يقوم المؤذن بتفقد المأمومين، وفيها مدارس ابتدائيات ومتوسطات وثانويات وزراعية ومعهد
(١) هو الأديب الشاعر صالح بن عبد العزيز بن عثيمين صاحب السابلة.