والمستر فلبي في السفر إلى الرياض برًا عن طريق الطائف لعلمها يجتمعان بعظمته في العاصمة أو في الطريق وعقدا النية على ذلك، فأبرق للقصيبي في البحرين أولا وثانيا وجاء منه الجواب برقيتين إحداهما بالعربية وهو أرسلنا برقيتك إلى الإمام والثاني باللغة الإنكليزية، قد سافر الإمام إلى الحجاز وهذه البرقية الإنكليزية أول نبأ وصل إلى جدة ينبيء بسفر السلطان، فسر به الملك علي، وسرت الحكومة والقناصل، بل سرت المدينة بأسرها، كيف لا وهو السلطان الأعظم، والرئيس الأفخم، والرجل العاقل الحكيم، فلا بد في قدوم جلالته أن تتغير الحال، ويضع حدًا لتلك الفظائع التي كانت تروى أخبارها في جدة ويتفاهم وإياه الرسل.
ثم أنه بعث السلطان عبد العزيز من مكانه كتابا إلى قناصل الدول في جدة.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: السلطنة النجدية وملحقاتها في ٢٤ ربيع الثاني ١٣٤٣ هـ ٢٢ نوفمبر ١٩٢٤ م من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود إلى حضرات الكرام قناصل الدول العظام في جدة معتمد الدول البهية البريطانية، وقنصل جنرال الدول الإيطالية، ووكيل جنرال الجمهورية الفرنسية، ونائب قنصل مملكة هولندة، ووكيل قنصل شاه إيران المحترمين، بعد إهداء ما يليق بجنابكم من الاحترام نحيط علمكم بأننا أحطنا علما بكتابكم المؤرخ في ٤ نوفمبر المرسل إلى أمراء جيشنا خالد بن منصور، وسلطان بن بجاد، بخصوص موقف حكوماتكم إزاء الحرب الواقعة بين نجد والحجاز، ولقد كنت أود من صميم قلبي أن تحقن الدماء، وتنفذ رغائب العالم الإسلامي الذي ذاق المتاعب في السنوات الثماني الأخيرة ولكن الشريف عليا بن الحسين بموقعه في جده لم يجعل لنا مجالا للوصول إلى أغراضنا الشريفه، ولذلك فإني حبا لسلامة رعاياكم ومحافظة على أرواحهم وأملاكهم وما قد يحدث لهم من الأضرار أحببنا أن نعرض عليكم ما يأتي.
أولًا: أن تخصصوا مكانا ملائما لرعاياكم في داخل جده أو خارجها وتخبرونا بذلك المكان لنرسل إليهم من رجالنا من يقوم بحفظهم ورعايتهم.
ثانيًا: إذا أحببتم أن ترسلوهم إلى مكة ليكونوا في جوار حرم الله بعيدين عن