أيا جبل الريان إن تعر منهم ... فإني سأكسوك الدموع الجواريا
ولا نزال مسندين مصعدين من الريان إلى وادي الرشا بين جبال شهلان والخوار فتبدو أعالي نجد في أبهى الحلل من الاخضرار، تلك البلاد التي يتغنى الشعراء بعرارها وبطيب هوائها وبفسيح أرجائها.
حنينا إلى أرض كان ترابها ... إذا أمطرت عود مسك وعنبر
أحن إلى أرض الحجاز وحاجتي ... خيام بنجد دونها الطرف يقصر
أما وادي الرشا فيعلو نحو ألف وأربعمائة قدم عن البحر، ونستمر مسندين فنصل إلى ماء يدعى المصلوم، وهناك التقوا بنجاب من مكة يحمل البريد إلى السلطان وفي البريد كتاب قناصل الدول الذي بعثوه إلى قواد الجيش النجدي بعثه خالد وسلطان إلى عظمة السلطان فزاد إعجاب السلطان بقدرة الله التي حملت تلك الدول على التزام جانب الحياد، هذا وقد حضرت رسل السلام في الحجاز للتوفيق بين عظمة السلطان وبين الملك علي بن الحسين؛ وحضرت الاجتماعات والمفاوضات، ولكن العاهل العظيم المتوقف على حضوره أمر المفاوضات لم يحضر ولا يعلم ما قصده هل التوجه إلى مكة، أم البقاء في العاصمة مركز الحكم في الرياض، أم كان يريد التوجه عن قريب أو بعيد ومتى يتحرك من عاصمة نجد إلى الحجاز فما كان في جدة لا في الحكومة ولا في القناصل ولا بين التجار من يستطيع أن يجيب عليها، وما كان في جدة شخص أو أحد يعرف شيئًا عن ابن سعود.
وقد كان ممن قدم لهذه الغاية المستر فلبي فكتب عند ذلك إلى أحد قائدي الجيش النجدي بمكة مستخبرًا غير أنه لم يحظ يحواب؛ وكتب أيضًا الأديب أمين الريحاني إلى القائدين كليهما فما جاء منهما جواب، ولا عاد الرسول مع أن سلطان ابن بجاد قد يتبادر إلى علمه أن الريحاني يتظاهر بصداقة ابن مسعود فرأى أمين الريحاني أن يبعث برقية إلى عبد العزيز بواسطة وكيله في البحرين، وتباحث هو