النظامي نحو ألف جندي، هذا كان في نصف هذه السنة، ثم جاء أيضًا في شهر رجب فرقة عددها مائتان وثلاثون، ثم جاء في رمضان فرقة أخرى عددها خمسمائة، ولكن هذا الجيش كان معرضًا لعاملين مستمرين في تنقيص عدده، هما الملاريا والدنتاريا، أما المال فلم يكن للحكومة بعد أن نفدت خزينتها، غير مصدر واحد وهو الحسين في العقبة، فإنه بعث الرقمتين في شهر رجب من هذه السنة تحمل صندوقين فيهما خمسة عشر ألف ليرة، وجاءت في رمضان تحمل خمسة آلاف أخرى ثم في شوال أبحرت رضوي منا العقبة وهي تحمل لمساعدة الجيش الهاشمي عشرين ألفًا من الذهب، وفي هذه الأثناء فرضت الحكومة على التجار قرضًا قدرناه قدره اثنا عشر ألف ليرة، ثم نقل الحسين من العقبة وأبعد عن جدة والبعد جفاء، فلم يرسل بعد ذلك غير دفعة واحدة صغيرة خمسة آلاف ليرة، فأخذ العسر بعد ذلك يشتد يومًا فيومًا، وسنذكره فيما بعد إنشاء الله في موضعه، فاضطر الملك علي في صيف هذا العام أن يرهن أطيانه الخاصة في مصر لقاء قرض قيمته خمسة عشرة ألف جنيه، وكان الذي صرفه في سنة واحدة مجموعه لا يتجاوز مائتي ألف ليرة جنيه أعني على قوات الحرب، لكنه ابتلى بخيانة الوكلاء والسماسرة والاختلاس بحيث لما دفع مرة سبعة آلاف ليرة إنكليزية ثمنًا لثلاث طيارات قديمة جاءته من لندن لا تساوي أكثر من ألف وخمسمائة ليرة، وكان عند الحكومة الهاشمية خمس طيارات أيطاليات قبل مجيء هذه الثلاث اللندنيات، ثم جاء للحكومة الهاشمية من ألمانيا في الصيف ست طائرات جديدة تحمل الواحدة من البنزين ما يكفيها لتطير ست ساعات، وهي مجهزة بالمدافع الرشاشة ومعها قنابلها الخاصة بها، أخيرًا اجتمع لدى الملك على أربعة عشر طيارة، لكن هنا نكتة وهي أن أربعًا من الطيارات لا تصلح للعمل، وأيضًا كان الطيارون أولًا في الحرب روسيين من الحزب القيصري، وكانوا في آخرها من الألمان، فكان الطيار لا يقدم على المخاطرات لأنه حريص على حياته وأيضًا كان في هذا السلاح نقص وعدم كفاءة، وما كان هناك قنابل خاصة فاصطنع لها من القذائف ما لا تأثير لها كبير لأنها تنفجر قبل وقتها المعين أو