بعض السوريين والفلسطينيين إلى أن يأتوا إلى جدة لقتالنا، أقتالهم لنا قتال ديني أو حمية وطنية أم الحسين وأولاده قاموا بأمر منتظم يرون أننا أتينا لتخريبه؟ فتكلم الخطيب مجيبًا بقوله: لا أعلم شيئًا من ذلك إلا أنهم يدعون أن الحجاز مستقل ويرجون له دوام ذلك الاستقلال.
وجرت بينهما مكالمات حتى قال له ابن سعود: هل أطلعتم أو أطلع أحد على المعاهدة التي بين الحسين والحكومة الإنكليزية، فأجابه الخطيب وهو وزير الخارجية بقوله: لا، فرد عليه ابن سعود: ألم تكن وزيرًا للخارجية؟ وهل يخفى عليك شيء من ذلك؟ ومن الذي يجيبنا بعدك عن هذا؟ فأجاب الخطيب: إنني وزير خاجية للإمضاء لا للفعل، وهناك ونتف ابن سعود ليستمع لما يمليه الخطيب ويعجب، واستمر الخطيب يروي لابن سعود وظيفته التي يقوم بها قائلًا: وأغلب الأخبار لم أطلع عليها إلا بالسماع من الناس، ولقد أقمت سنوات في المدة الأخيرة أشتغل بالأدب وهذه وظيفتي، تكلم ابن سعود يقول: نعم لدي شاهد على ما تقول فلقد وجدنا في أوراق الديوان الهاشمي كتابًا من بعض القناصل للحسين يقول له فيه: وصلنا كتابكم باسم وزارة الخارجية فمضي باسم فؤاد الخطيب، ولكن الإمضاء ليس إمضاء الشيخ فؤاد المعروف، فما حقيقة الأمر؟ أجاب الخطيب يقول: نعم لقد وقع مثل هذا، فقال ابن سعود: فإذا كانت الحجج والدولة المنظمة هذه شؤونها فلا شك أن هذا يدل على أن الأمور كلها قائمة على الباطل والتمويه، فكيف يا شيخ فؤاد تؤيد مثل هذه الحكومة، ولما احتج الخطيب أنه لم يأت للحكومة البائدة وإنما يتحدث من جهة الشريف علي، أجابه ابن سعود بقوله: من جهة علي فقد أجبتك عنه كما يكفي عن الإعادة.
ثم إنه عاد من الوزيرية راكبًا بغلته حاملًا مظلته قد امتلأ من عظمة ابن سعود وسمو خلقه وصلابة رأيه، فقامت القناصل والحكومة والجنود في جدة يتسائلون ماذا عسى أن يكون تحت تلك المظلة من الآمال؟ فناولهم الخيبة التي رجع بها وكاشف بعض من وجد من رجال الحزب الوطني في جده بأنه لا سبيل إلى بقاء