المستقلة من الحقوق في الداخل والخارج بفضل جهاد أبنائها وما سفكوه فيها من الدماء الغالية كنت متنقلًا في فيافيها وصحاريها مفارقًا لأهلي وأولادي مدة بعد مدة وفرقة أشر فرقة مجاهدًا كجندي يؤدي واجباته لوطنه وبلاده وعامل لطمأنينتها وراحة سكانها متبعًا كل مسلك يوصل إلى الوفاق والاتفاق والاتحاد ما استطعت يعلم كل ذوي الفنون العالية من ذوي الاختصاص في الداخل حتى جاء اليوم الذي تنازل فيه جلالة والدي عن الأمر فكلفتموني بتولي الأمر بعده في ذلك اليوم العصيب والخطب العظيم والعدو على الأبواب وأصررتم علي كل الإصرار بالقبول ورغمًا عن إرادتي لعدم قبول هذا الأمر وتحمل أعبائه الثقيلة الخطيرة لما عرفته من فقدان كل الوسائل اللازمة لمثل هذا الموقف الشريف الرهيب وتكرر رفضي لتوليه، قبلته مستعينًا بحوله تعالى وقوته قيامًا بواجبي أمام بلادي وأهل بلادي ووطني وشعبي الكريم ومعتمدًا على غيرتكم وحبكم لبلادكم وتعهدكم بمعاضدتي ومساعدتي بالمادة والمعنى ونهضت مستمدًا من لدن العزة الأحدية العون والتوفيق مشمرًا عن ساعدي الجد مرتديًا برداء الثبات والصبر وأعددت للحرب عدتها وأحضرت كلما في إمكاني مما رأيتموه من جند وأسلحة وسهرت الليالي الطوال وصابرة هذا الحرب وما انتابها من العقبات داخلًا وخارجًا حتى فزتم والحمد لله وانهزم عدوكم من عموم ساحات القتال التي نازلكم فيها بفضل ثبات وجهاد جندكم الباسل الصادق الأمين وصبرتم يا أهل هذه البلاد معي على الكوارث وشاطرتموني في ويلاتها ومشاقها وشقاقها وخسائرها مما جعلني مديونًا لواجبكم إلى الممات ومسارعًا لإزالة هذه الحالة السيئة التي سببها العدو والذي لا ناقة له فيها ولا جمل.
وبعد أن حاولت قطعها بكل الوسائل السلمية ولم يرد عدوكم إلا أن يتملككم ويغتصب بلادكم ويقضي على استقلالكم صممت على التجاوز على عدوكم لإخراجه من بلادكم وقطع دابر هذه الحرب التي جعلت البلاد في حالة البؤس والشقاء لكن نفد كل ما في اليد من المال مما أملكه وأعنتموني وجلالة