ولما كان في صباح يوم الأحد الموافق ٤ جمادى الثانية ركب الشريف علي زورقًا إلى الباخرة "كورن فلاور" التي أقلت والده من العقبة إلى قبرص، وعاد المعتمد في مساء ذلك اليوم إلى الرغامة ليخبر السلطان بأن الأمير عليًا في الباخرة وأنه قرر السفر إلى عدن ومنها إلى العراق، ثم إنه أحضر من الغد صباحًا "عبد الله زينل" قائم مقام جدة، وكان قد جعله علي الشريف رئيسًا للحكومة المؤقتة، وأحضر أيضًا رئيس العسكرية الضابط "صادق" فخاطب السلطان قائلًا: إن مهمته في التوسط قد انتهت وأنه يقدم رئيس الملكية، ورئيس العسكرية ليكونا مسؤولين أمام عظمته، ثم عاد الوكيل إلى جدة وظل الرئيسان عند السلطان للمذاكرة في تسليم ممتلكات الحكومة.
وقد كتب علي الشريف أشعار لقناصل الدول عن سفره وهذا نص ما كتبه، معتمد بريطانيا، معتمد السوفيت، قنصل إيطاليا، قنصل فرنسا، قنصل هولندا، قنصل إيران، قنصل مصر:
حضرة صاحب السعادة بعد التحية التكريم حبًا للسلامة وصيانة الأموال والأرواح وحقنًا للدماء وتقصيرًا لمدة الحرب التي نال البلاد منها شقاء وخرابًا وعناء رجحت الانسحاب وقررت السفر من جدة يوم الثلاثاء الموافق ٦ جمادى الثانية ١٣٤٤ هـ الموافق ديسمبر ١٩٢٥ م، وشكلت حكومة مؤقتة أهلية لإدارة الشؤون والأمور تحت رئاسة قائم مقام جدة الشيخ "عبد الله علي رضا" مع بقاء كبار الموظفين والأهلين ولإحاطة علم سعادتكم سارعنا بتحرير ٣ جمادى الآخر ٤٤، علي ثم إنه نشر منشورًا عند سفره ذكر في هذا المنشور خطته في هذه الحرب ونحن نسوقه بحروفه، "المنشور":
إلى جيشي الباسل وشعبي الكريم إني أحمد الله حمدًا كثيرًا وأشكره شكرًا جزيلًا في السراء والضراء منذ تشرفت بالقدوم إلى هذه البلاد المقدسة مع جلالة والدي حرسه الله، وأنا أعتبر نفسي فردًا من أفرادها العاملين لخدمة وطني وبلادي وعندما قضت إرادته جل شأنه بتحول مركز البلاد من الحكومية إلى الحاكمية بنهضتها المعلومة التي نالت بها استقلالها التام ودخلت في صفوف الدول