الإِسلامي، وكررها مرارًا ثم عززها في ١٠ ربيع الثاني من هذه السنة بكتاب خاص أرسله إلى الحكومات والشعوب الإِسلامية فكانت صرخة في واد لم يلبها أحد غير فريق من مسلمي الهند وجمعية الخلافة هناك، ولكن أولئك يريدون للحجاز مالا يريده أهله ولا يوافق عليه الحجازيون فما كان هذا الرأي مقبولًا لدى الشريفيين ولا السعوديين، بل الحجاز للحجازين هي كلمة الجميع.
ولما أن أحب أهل الحجاز ابن سعود ووجدوا لديه أسمى الأخلاق وأكملها وذاقوا حلاوة الحرية كان يقض مضاجعهم ما يسمعونه من نشراته للعالم الإِسلامي يدعوهم إلى عقد مؤتمر يقرر مصير الحجاز لذلك قام الأعيان من أهالي جدة ورؤسائها وذهبوا إلى مكة المكرمة فاتفقوا بأعيانها ورؤسائها وجرت مفاوضة اتفقوا في آخرها على بيعة ابن سعود بأن يكون ملكًا على الحجاز لكلماته الخالدة وهي: أنا منكم وأنتم مني، أنا بذمتكم وأنتم بذمتي، وقوله:"إن أهل مكة أدرى بشعابها" فأنتم أعلم ببلادكم من البعيدين عنه وما أرى لكم أحسن من أن تلقى مسؤوليات الأعمال على عواتقكم، وخافوا من أحكام المعاهدة التي بينه وبين بريطانيا أن تمس بالحجاز وهم يريدون استقلاله عن الإنكليز، وبعدما اتفقوا بالسلطان أعربوا له عن ما تكنه ضمائرهم فقرر بأن يكون ملكًا على الحجاز وسلطان على نجد وملحقاتها، فأذاع ابن سعود ذلك وبعثه بلاغًا رسميًا ذكر فيه ما معناه بأنه قد بلغ القاصي والداني ما كان من أمر الحسين وأولاده الأمر الذي اضطرنا إلى امتشاق الحسام دفاعًا عن أرواحنا وأوطاننا ودفاعًا عن حرمات الله ومحارمه، وبعدما بذلت النفس والنفيس في هذا السبيل يسر الله فتح البلاد واستتب الأمن فيها، وبعدما أذعت غير مرة للحكوم الإِسلامية ونشرت كتابًا في سائر صحف العالم ومضى مدة لم أتلق جوابًا من أحد جاءني أهل الحجاز جماعات ووحدانا يطلبون مني أن أمنحهم حريتهم التي وعدتهم بها في تقرير مصيرهم فلم يسعني أمام طلباتهم المتكررة إلا أن أمنحهم هذه الحرية ليقرروا في شأن بلادهم ما يشتهون بعد ما ظهر من العالم الإِسلامي هذا الصد والأعراض وأمضى عليه.