من هذه السنة، فأصدر صاحب الجلالة عبد العزيز أوامره بعمل كسوة للكعبة بغاية السرعة، فسارع رجال العمل ممن تخصصوا لهذا الأمر وفي مقدمتهم وزير المالية عبد الله بن سليمان بن حمدان وعملوا كسوة من الجوخ الأسود الفاخر مبطنة بالقلع القوي، وعمل حزام الكعبة بآلة التطريز، وكتبت الآيات عليه بالقصب الفضي المموهة بالذهب الوهاج مع ستارة الباب "البرقع" ولم يأت اليوم الموعود لكسوة الكعبة وهو يوم النحر ١٠ ذي الحجة إلى والكعبة المعظمة لابسة تلك الكسوة التي عملت في بضعة أيام.
ومما وفق الله جلالة الملك المعظم له، وكان من أكبر حسناته إقامة شعائر الدين في الحجاز، فمنها كل من يترك صلاة الجماعة عمدًا يحبس من أربعة وعشرين ساعة إلى عشرة أيام ويغرم غرامة مالية رادعة له، ومنها كل من يصنع الخمر أو يبيعه أو يعد محله للشرب يحبس من ستة أشهر إلى سنتين، ويصادر محله بكل ما فيه، وإذا تكرر منه ذلك فإنه ينفى من بلد الله الحرام من سنتين إلى ثلاثة سنوات، ومنها: كل من يشرب الخمر يحد الحد الشرعي ويحبس من شهر إلى ستة أشهر ويغرم غرامة مالية رادعة، وإذا ثبت أنه مدمن على شربه فإنه ينفى من بلد الله الحرام مدة سنتين.
ومنه كل من يشرب الدخان "النتن" علنًا يحبس من أربعة وعشرين ساعة إلى ثلاثة أيام ويغرم غرامة مالية رادعة، والهدف هو تطهير البلاد المقدسة من انتهاك حرمات الدين، ومنها تتبع الأمور من جهة المعاملات والعادات، فما وافق الشرع يقر وما خالفه يزال، ومنها منع البذاءة اللسانية التي اعتادها بعض السوقة، ومنها مراقبة المساجد والنظر في جهة الأئمة والمؤذنين، فبما أن الحجاز بلاد مقدسة وأهله يجب أن يكونوا قدوة حسنة، فإن الحكومة رأت أن تحمل أهله على اتباع أوامر الله واجتناب نواهيه إذا لم يفد مجرد النصح.
وفيها في الساعة العاشرة بعد العصر من اليوم الثامن والعشرين من جمادى الآخرة وفاة الشيخ حمد بن فارس رحمة الله تعالى عليه، وهذه ترجمته: