للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غيري وهؤلاء أفراد الأسرة أمامكم فاختاروا واحدًا منهم ومن اتفقتم عليه فأنا أقره وأساعده وكونوا على يقين بأنني لم أقل هذا القول استخبارًا لأنني ولله الحمد لا أرى لأحد منكم منةً علي في مقامي هذا، بل المنة لله وحده ولست في شيء من مواقف الضعف حتى أترك الأمر لمنازع بقوة ولا يحملني على هذا القول إلا أمران:

الأول: محبة راحتي في ديني ودنياي، والثاني إني أعوذ بالله من أن أتولى قومًا وهم لي كارهون، فإن أجبتموني إلى هذا فذلك مطلبي ولكم أمان الله فإن من يتكلم في هذا فهو آمن ولا أعاتبه لا آجلًا ولا عاجلًا فإن قبلتم طلبي هذا فالحمد لله، وإن كنتم لا تزالون مصرين على ما كلمتموني به على أثر دعوتي لكم فإني أبرأ إلى الله أن أخالف أمر الشرعي في اتباع ما تجمعون عليه مما يؤيد شرع الله، فصاح الحضور على نفس واحد وتعالت الأصوات لا نريد بك بدلًا يا عبد العزيز كلا لا نرضى بغيرك ملكًا ثم صمت ثم استمر في الخطبة، فإذا لم يحصل ذلك منكم فابحثوا في شخصي وأعمالي، من كان له علي أنا عبد العزيز شكوى أو حق أو انتقاد في أمر دين أو دنيا فليبينه ولكل من أراد الكلام عهد الله وميثاقه وأمانة إنه حر في كل نقد بينه ولا مسؤولية عليه، وإني لا أبيح لإنسان من العلماء ولا من غيرهم أن يكتم شيئًا من النقد في صورة، وكل من كان عنده شيء فليبينه ولكم علي أن كل نقد تذكرونه أسمعه، فما كان واقعًا أقررت به وبينت سببه وأحلت حكمه للشرع يحكم فيه، وما كان غير بين وهو عندكم من قبيل الظنون فلكم علي عهد الله وميثاقه أنني أبينه ولا أكتم عليكم منه شيئًا، وأما الذي تظنونه مما لم يقم فأنا أنقيه لكم وأحكم في كل ما تقدم شرع الله فما أثبته، وما نفاه نفيته.

أنتم أيها الإخوان: أبدوا ما بدا لكم وتكلموا بما سمعتموه وبما يقوله الناس من نقد ولي أمركم أو من نقد موظفيه المسؤول عنهم وأنتم أيها العلماء اذكروا أن الله سيوقفكم يوم العرض وستسألون عما سألتم عنه اليوم وعما أمنكم عليه المسلمون فأبدوا الحق في كل ما تسألون عنه ولا تبالوا بكبير ولا صغير وبينوا ما أوجب الله للرعية على الراعي وما أوجب للراعي علي الرعية في أمر الدين والدنيا