فسوف يليها بعدنا من يحلها ... ويسكن عرضا سهلها وحزونها
ثم ركز رمحه في وسطها ورجع إلى أهله فأحتملهم حتى أنزلهم بها، فلما رأى جاره الزبيدي ذلك قال يا عبيد الشرك قال بل الرضا فقال ما بعد الرضا إلا السخط، فقال بها الزبيدي ثم غرض (أي ضجر وسئم) فأتى عبيدًا فقال له عوضني شيئًا فإني خارج وتارك ما ههنا فأعطاه ثلاثين بكرة فخرج ولحق بقومه وتسامعت بنو حنيفة ومن كان معهم من بكر بن وائل بما أصاب عبيد بن ثعلبة فأقبلوا فنزلوا قرى اليمامة أقبل زيد بن يربوع عم عبيد حتى أتى عبيدًا فقال أنزلني معك حجرًا فقام عبيد وقبض على ذكره وقال: والله لا ينزلها إلا من خرج من هذه يعني أولاه، فلم يسكنها إلا ولده وليس بها إلا عبيدي، وقال لعمه: عليك بتلك القرية التي خرج منها الزبيدي، فأنزلها فنزلها في أخبية الشعر حتى بنوا القصور، وكان عبيد يقول لولده: انطلقوا إلى باديتنا يريد عمه فيمضون يتحدثون هناك، فمن ثم سميت البادية، وهي منازل زيد وحبيب، وقطن لبيد بني يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة ثم جعل عبيد يغسل النخل فيغرسها فتخرج ولا تخلف ففعل أهل اليمامة كلهم ذلك فهذا هو السبب في تسمتها حجرًا.
وقد أكثر الشعراء من ذكرها والتشوق إليها فروي عن نفطوية قال: قالت أم موسى الكلابية، وكان قد تزوجها رجل من أهل حجر اليمامة ونقلها هناك.
قد كنت أكره حجر إن ألم به ... وأن أعيش بأرض ذات حيطان
لا حبذا الغرف الأعلى أساكنه ... وما يضمن من مال وعيدان
أبيت أرقب نجم الليل قاعدة ... حتى الصباح وعند الباب علجان
لولا مخافة ربي أن يعاقبني ... لقد دعوت على الشيخ بن حيان
ولعل الشيخ بن حيان هو الذي عقد لزوجها عليها؛ وكان جحر المشهور في بني جشم المعروف بالشجاعة من أهل هجر وقصته مع الحجاج بن يوسف معلومة.
قال ابن بطوطة في رحلته في القرن السابع دخلت اليمامة وقاعدتها حجر فوجدت بلدة عظيمة كثيرة النخيل والمياه والفواكه والزروع، وأطال الكلام عليها