أما جيش صاحب الجلالة فقد بلغ أربعين ألف مقاتل، عشرة أضعاف جيشهم. فبينما كان في مجلسه إذ دخل عليه رسول من سلطان بن بجاد يحمل إليه كتابًا منه فلما دخل لم يسلم على ابن سعود لأنه في زعمهم مبتدع هذا الذي حمله على عدم السلام فثار ابن سعود لهذه الإهانة أنفًا على ما صدر وصاح بالرسول من أنت ألست "ماجد بن خثيلة" وأخذ يسرد عليه تاريخه أتدخل علي ولا تسلم اذهب من فورك إلى الذي أرسلك وأخبره أننا قادمون عليهم للهجوم غدًا فإذا أرادوا أن يحقنوا دماءهم فليستسلموا بلا قيد ولا شرط والشريعة هي الحكم بيني وبينهم وهؤلاء العلماء حاضرون قم واذهب إلى رفيقك فمضى ماجد إلى سلطان بن بجاد وأخبره بجواب ابن سعود الذي صمم على الحرب أو استسلام خصومه بدون قيد ولا شرط، فرأى الدويش المخادع أن يذهب بنفسه إلى ابن سعود ليرى ما عنده ويختبر قوته فلما أن وصل إلى مخيم السلطان أخذ يتملق ابن سعود ومن معه وتظاهر بالرضا والغبطة ثم طلب إليه أن يعفو عنه وعمن معه عفوًا عامًا حتى رضي بأن يعفو عن دمائهم وعن أموالهم يدع أعمالهم إلى الشرع يحكم فيها فشكره الدويش وأثنى عليه وطلب أن يبيت عنده ليبرهن على توبته وإخلاصه وعدم مشاطرته سلطانًا رأيه وعرف ابن سعود أن ذلك خدعة منه فقال له قم واذهب إلى قومك ونم عند أهلك وموعدكم شروق الشمس من غد فإن كنت صادقًا فتنح عنهم وإن لم تكن صادقًا فسترى وخامة العاقبة والله ولي الصابرين، فغادر الدويش المعسكر واعدًا بالجواب فجرًا فما رآه قومه حتى استقبلوه وسألوه عما رأى فوقف أمام الجموع شامخًا متغطرسًا، وقال لما سألوه ماذا رأيت مجيبًا لهم.
يا قوم رأيت حضريًا ترتعد فرائصه من الخوف وكل من معه طبابيخ لا يعرفون إلا النوم على الدواشح أبشروا يا إخوان بالغنائم بالكسب فلقد وجدت لديهم حلالًا كثيرًا يعني أنعامًا ورأيت عندهم أموالًا عظيمة فأبشروا بالغنيمة التي لم تغنموها من قبل ابشروا بالكسب الذي لا تحلمون به غدًا سنقهر هذا الطاغوت ونستولي على ماله، وانتظر ابن سعود جواب الدويش حتى الصباح حتى الشروق