كان ضيدان بن حثلين رئيس قبيلة العجمان ثالثة الأثافي، وكان من المتآمرين ضد الملك عبد العزيز، وكانت الرسل تتردد بينه وبين الدويش، إلا أنه لم يحضر واقعة السبلة ولا أحد من قبيلته، وكان أمير المنطقة الشرقية عبد الله بن جلوي بن تركى يعرف دخيلة نفسه وما ينطوي عليه، فجهز ابنه فهدًا في سرية ومعه "نايف أبو الكلاب" أفراد أسرة الحثلين إلى "الصرار" هجرة ضيدان بن حثلين للقبض على ضيدان لإطفاء جمرة البغاة والقضاء عليهم، فسار فهد بن عبد الله في ذي القعدة من هذه السنة ونزل على بعد مسيرة أربع ساعات من الصرار، وأرسل إلى ضيدان كتابًا يقول فيه: إنه يريد الغزو على بعض القبائل المتمردة ويرغب في مقابلته لمشاورته والأخذ برأيه، فكتب له ضيدان يدعوه لدخول الصرار للضيافة والمشاورة، فأبى إلا أن يأتيه بنفسه، فاستشار ضيدان بعض جلسائه فأشاروا عليه بعدم مقابلته، فأجابهم بأني لم أدخل الفتنة ولا أحب إظهار المخالفة، وخرج من الصرار معه خمسة رجال على خيولهم، وقدموا على فهد بن عبد الله، وبعد تناول القهوة دعاهم رجل من خاصة فهد لتناول القهوة في خيمة خاصة، ولما استقروا فيها أمر فهد بتقييدهم بالحديد لإرسالهم إلى والده، وبقوا مكبلين بالحديد بقية يومهم، ولما أن كان بعد صلاة العشاء الآخرة لم يرجع ضيدان إلى بلده، فأيقن قومه بالشر وخرجوا عن بكرة أبيهم لمهاجمة فهد وفك ضيدان بالقوة، ولما قربوا من السرية أحاطوا بها وأطلقوا عليها الرصاص، وحينئذٍ أمر فهد بن عبد الله بقتل ضيدان ومن معه، فضربت أعناقهم والتحم الفريقان، فقام "نايف بن حثلين" والذين معه من العجمان الذين خرجوا مع فهد بن عبد الله من الإحساء حين علموا بقتل ضيدان وقتلوا فهد بن عبد الله وتحيزوا إلى قومهم وقضوا على السرية وأخذوا جميع معداتها وذخائرها وأسلحتها واقتسموها، وانضم "نائف أبو الكلاب" إلى قبيلة العجمان وتزعمها ثم غادروا هجرتهم الصرار، ولما انضموا إلى الدويش الذي سارع بعدما عادت إليه صحته واندمل جراحه ونقض عهده، جاءهم "ابن مشهور" في جماعته من عنزة وعقدوا الرأي على احتلال الإحساء والمدن الساحلية كالجبيل والقطيف،