للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما كان في اليوم الثاني من شهر رمضان نقل المجرمون الثلاثة إلى الرياض وأودعوا في السجن مصفودين بالحديد ليقضوا بقية حياتهم في السجن، فهذه آخرة الدويش الذي رعب ذكره أهل الآفاق، وخرق البلدان وحطم الجموع حتى أصبح خطرًا عظيمًا على الأمن وتعدى طوره فصرعه بغيه، ويعتبر القبض عليه والأمن من حركاته وقتًا أشرقت فيه شمس الهناء وساد الأمن في سائر نجد بل وغيرها وأصبح المسلمون في سرور وراحة وأمن من الفوضى التي قاسوا الشر الكثير بسببه، فما ظنك به لو عرف قدر نفسه وتأدب مع إمامه وساعد في أداء الواجبات وأكرم نفسه بطاعة ولي أمره وعدم الخروج.

وكان يتحمل منه الأذى ابن سعود وله غطرسة وجفاء ترفعه عن السلام لأي مخلوق يضمه قصر جلالة الملك ما عدى العلماء طبعًا، فحدث عن كبره وتعاظمه ولا حرج، وكان كل من يعرف الدويش ويعرف أخلاقه الشخصية يجزم بأنه طالب دنيا وأن ما يظهر من الشدة والغلو مصطنع.

أما إذا استأذن الدويش للملك في الرجوع إلى الأرطاوية فإن القائمة التي اعتاد تقديمها للملك تبتدأ من حبال الآبار ونعاله، إلى السلاح، والجواري وما بين ذلك من ملابس له ولأولاده وزوجاته والطيب والعود وكل قائد من قواد الأخوان يطلب هذه الطلبات ولكن قائمته تكون محلًا للرفض أو التحوير، أما قائمة الدويش فلا يدخلها أي تحوير أو تعديل، واليوم هذا يقف الدويش هذا الموقف ذليلًا أمام سائر قواد الجيش لا أحد أنزل منه درجة.

ولقد استراح ابن سعود بعد القبض وقال من اليوم سنحيا حياة جديدة فقد ربط بلاده بالتلغرافات اللاسلكية وربط مكة والرياض بالتلفون اللاسلكي وأصبح الإخوان في السمع والطاعة للملك كسائر الرعية.

وقد سئل أئمة علماء هذه الدعوة ما قولكم في الدويش والعجمان ومن تبعهم حيث خرجوا من بلدان المسلمين يدعون أنهم مقتدون "بجعفر بن أبي طالب" وأصحابه رضي الله عنهم حين خرجوا من مكة مهاجرين إلى الحبشة، فكان جواب