الاجتماع في ٢٠ من رمضان، وأخذ الملكان والمندوب السامي يستعدون لليوم الموعود بفارغ الصبر، لكن ابن سعود اقترح أن يعقد مؤتمر لتمهيد جو صالح للاجتماع والبحث في المسائل، فانتخب العراق وفدًا برئاسة "ناجي بك آل شوكت"" وزير الداخلية، وانتدب ابن سعود ثلاثة من خيرة رجاله وهم: حافظ وهبة، ويوسف ياسين، وابراهيم بن معمر، للمفاوضة والبحث، فاجتمع المندوبون في الكويت في ١١ رمضان، إلا أن وفد العراق لم يفوض التفويض التام في البت في القضايا، فلم يكن الحل مستطاعًا، فعاد الوفد النجدي في ١٦ رمضان لمرافقة جلالة الملك ابن السعود وبقي ابن معمر في الكويت للنظر في المتخلفين من أتباع العصاة وتقرير ما يجب بشأنهم، وأمر ابن سعود بأن تقف الباخرة التي أعدتها بريطانيا لنقله إلى مكان الاجتماع في البحرين ليزودهم وكلائه آل القصيي كما تحتاج إليه من فرش وأثاث وأمتعة ومأكل ومشرب، فلما كان في الساعة الرابعة من ٢١ من شهر رمضان، ركب ابن سعود وحاشيته زورقًا بخاريًا من الجبيل إلى رأس تنورة انتظارًا للباخرة، وفي الساعة ٨ قدمت الباخرة البريطانية "بتريك ستيورات" فاستقلها ابن سعود بحاشيته واستقبله قوادها استقبالًا حماسيًا رائعًا، وأطلقت المدافع تحية للملك العظيم وسارت على اسم الله إلى المكان المعد للاجتماع، وكان من المقرر وصول الباخرتين إلى الموعد في وقت واحد إلا أن أمرًا غير عادي آخر "بتريك" التي أقلت ابن سعود قليلًا، فوصلت في فجر اليوم ٢٣ من رمضان وكانت الباخرة "نرجس" المقلة للملك فيصل "ولوبن" المقلة للمندوب السامي قد أخذتا مكانهما، وقد تسلم ابن سعود وهو بالباخرة برقية من المندوب السامي يدعوه فيها إلى تناول طعام الغداء على مائدته مع الملك فيصل بباخرته لوبن، فأبرق إليه بقبول الدعوة ودعاه إلى مأدبة العشاء التي سيقيمها لعاهل العراق، وفي الوقت المحدد للاجتماع ركب ابن سعود زورته ومعه يوسف ياسين، وحافظ وهبة، وفؤاد حمزة، وعبد العزيز القصيبي، ومدحت شيخ الأرض، وعبد الرحمن الطبيشي، حتى إذا دنا الزورق من لوبن رفع عليها علم المملكة العربية السعودية، وأطلقت منها المدافع تحيةً لعاهلها، فاستقبله