على سلم الباخرة المندوب السامي وقائد الباخرة ومن معهما استقبالًا حماسيًا، وإذ ملك العراق مقبل بزورته فرفع علم العراق العربي وأطلقت المدافع تحية له، واستقبل استقبالًا فخمًا ثم سعى كل من الملكين إلى الأخر وتصافحا وتعانقا ثم تبادلا ألفاظ التحية والمودة، وقدم الملك فيصل إلى الملك عبد العزيز رجاله وهم: ناجي باشا السويدي رئيس وزراء العراق، ومحمد رستم بك صدر رئيس ديوان الملك فيصل، والكولونيل "كورنوليس" مستشار وزير الداخلية، وتحسين بك قدري مرافق الملك، وقدم الملك ابن السعود رجاله المتقدم ذكرهم، ثم دخل الملكان البهو المعد للجلوس، معهما المندوب السامي ورجال الحاشيتين، وتكلم فيصل كلمة موجزة بليغة معربة عن شكر الحكومة البريطانية وفخامة المندوب السامي على هذا السعي النبيل، حتى كان هذا الاجتماع المبارك الذي يبشر بالتآخي بين الأمم العربية، ثم تكلم صاحب الجلالة عبد العزيز شاكرًا الحكومة البريطانية والمندوب السامي وقال:
إن الواجب على العرب وأمرائهم أن يسعوا سعيًا متواصلًا للإتحاد والاتفاق، ثم انبرى المندوب السامي للكلام وأعرب عن سروره وسرور الحكومة البريطانية بعقد هذا الاجتماع المنتظر من روائه كل خير للبلاد العربية، ثم رأى الجميع إخلاء المكان للملكين ليبث كل منهما ذات نفسه للآخر، فكان الوقت رائقًا ذهبت فيه آمال الملكين تمرح طربًا وابتهاجًا لكل منهما ابتسامة يعجب لها على ظهر الباخرة لوبن، ثم استدعيا السويدي، وكور نوليس، ورستم وحافظ ويوسف وفؤاد، واستطاع الطرفان في هذا الاجتماع بت المسائل المعلقة وإرجاء ما بقي إلى مندوبي البلدين، وبعد تناول المآدب التي كانت فيها الحفلات الأنيقة الجميلة لدى المندوب، ثم لدى جلالة الملك عبد العزيز، ثم لدى الملك فيصل، توادع الملكان وداعًا حارًا وافترقا، وفي نفس كل منهما شوق إلى الآخر وإكبار له واعجاب به، وبقي وفد نجد ووفد العراق حتى صلاة العشاء الأخيرة يتناقشان في المسائل الهامة ثم افترقا، إلا أن الوفد السعودي كان مسرورًا بموقف رئيس وزراء العراق ناجي باشا السويدي