عبد العزيز العنقري" وناهيك به علما وشرفًا، ومنهم الشيخ الفتي الأكبر في هذا الزمان ورئيس قضاة نجد العالم "محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ، ومنهم الشيخ الفاضل عمر بن حسن بن حسين آل الشيخ رئيس هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في نجد، وأخذ عنه أيضًا الشيخ عبد العزيز بن حمد بن عتيق أخوه، وأخذ عنه أيضًا أخوه الشيخ العالم عبد الله بن حمد بن عتيق، وأخذ عنه أيضًا أخوه الشيخ الذكي إسحق بن حمد بن عتيق، وأخذ عنه الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ، وأخذ عنه أيضًا الشيخ العلامة سعود بن رشود، وأخذ عنه أيضًا الشيخ فيصل بن عبد العزيز بن مبارك، وأخذ عنه الشيخ سعد بن سعود، وغير هؤلاء خلق كثير وجم غفير.
وكان رحمه الله لا يداري ولا يداهن بل يظهر دينه ويصدع بالحق ولا تأخذه في الله لومة لائم ولا يبالي في نصرة الحق رضي الناس أم سخطوا، أما مؤلفاته ورسائله فكثيرة منها: حجة التحريض على النهي عن الذبح للمريض، ومنها نظم المفاتيح التي ذكرها ابن القيم في كتابه حادي الأرواح، ومنها نظم نواقض الإسلام العشرة، ومنها رسالته إلى أهل الغطغط والأرطاوية ينصح ويحذر فيها من الخروج على ولي الأمر وغير ذلك، ولولا خشية الأطالة لأتينا بها إلى هذا الموضع لكن على من أحب مراجعتها فليطلبها في مجموع الرسائل النجدية.
وكان الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف يجله ويعظمه وينصر أقواله ويقر له بالفضل، بل كان عضده الأشد وخير مساعد له ومعين، ولما كان في ١٣ جمادى الأولى من هذه السنة توفاه الله تعالى ونقله إلى رحمته، نسأل الله تعالى أن يجعل الجنة مثواه، فرثاه جماعة من علماء نجد من هؤلاء الشيخ عبد الملك بن إبراهيم، والشيخ سعود بن رشود، والأخ عبد المحسن بن عبيد، ونكتفي من ذلك كما رثاه به شاعر نجد الشيخ محمد بن عبد الله بن عثيمين حيث قال هذه القصيدة البليغة التي كفت وشفت:
أهكذا البدر تخفى نوره الحفر ... ويفقد العلم لا عين ولا أثر