خبت مصابيح كنا نستضيء بها ... وطوحت للمغيب الأنجم الزهر
واستحكمت غربة الإسلام وانكسفت ... شمس العلوم التي يهدى بها البشر
تخرم الصالحون المقتدى بهم ... وقام منهم مقام المبتدأ الخبر
فلست تسمع إلا كان ثم مضى ... ويلحق الفارط الباقي كما غبروا
والناس في سكرةً من خمر جهلهم ... والصحو في عسكر الأموات لو شعروا
نلهو بزخرف هذا العيش من سفه ... لهو المنبت عودًا ماله ثمر
وتستحث منايانا رواحلنا ... لموقف مالنا من ورده صدر
إلا إلى موقفٍ تبدو سرائرنا ... فيه ويظهر للعاصين ما ستروا
فيا له مصدرٌ ما كان أعظمه ... الناس من هوله سكرى وما سكروا
فكن أخي عابرًا لا عامرًا فلقد ... رأيت مصرع من شادوا ومن عمروا
استنزلوا بعد عزٍ عن معاقلهم ... كأنهم ما نهوا فيها ولا أمروا
تغل أيديهم يوم القيامة إن ... بروُّا تفك وفي الأغلال إن فجروا
ونح على العلم نوح الثاكلات وقل ... وألهف نفسي على أهلٍ له قبروا
الصادعين بأمر الله لو سخطوا ... أهل البسيطة ما بالوا ولو كثروا
والسالكين على نهج الرسول على ... ما قررت محكم الآيات والسور
والعادلين عن الدنيا وزهرتها ... والآمرين بخيرٍ بعدما ائتمروا
لم يجعلوا سلمًا للمال علمهم ... بل نزهوه فلم يعلق به وضر
فحيي أهلًا بهم أهلًا بذكرهم ... الطيبين ثناءً أينما ذكروا
أشخاصهم تحت أطباق التراب وهم ... كأنهم بين أهل العلم قد نشروا
هذي المكارم لا تزويق أبنيةٍ ... ولا الشغوف التي تكسي بها الجدر
وابك على العلم الفرد الذي حسنت ... بذكر أفعاله الأخبار والسير
من لم يبال بحق الله لائمه ... ولا يحابي امرءوًا في خده صعر
بحرٌ من العلم قد فاضت جداوله ... أضحى وقد ضمه في بطنه المدر
فليت شعري من للمشكلات إذا ... حارت بغامضها الأفهام والفكر