رفادة إلا أن قبائل حرب وجهينة كتبت إلى ابن سعود ترجوه بأن يأذن لها بأن يكون لها شرف القضاء على فتنة ابن رفادة.
كما كتبت إليه قبيلة بلي التي يرأسها إبراهيم بن سليمان باشا بن رفادة تستهجن حركة ابن رفادة الأعور الثائر وتتبرأ من عمله وتطلب أن تنتدب لقتاله.
كما أن أهل الحجاز أعلنوا التفافهم إلى ابن سعود واخلاصهم له ما طمأنه إلى أنه ليس لأحد من الرعية دخل في هذه الثورة، ثم إنه ألقى القبض على أناس في الحجاز تقع عليهم التهمة في هذا التآمر وحملوا إلى الرياض، ونفي شخصان إلى خارج المملكة وهما: حسونة المغربي وعبد الله صغير.
وكان صاحب الجلالة قد بعث إلى بريطانيا العظمى ينبهها عما اتصل به من تصرفات صاحب شرق الأردن، فقامت بريطانية بدورها وحالت بين الأمير عبد الله وبين تدابيره وتحزبه في الخفاء، فعندها أراد ابن سعود أن يدبر الأمر في هدوء وسكينة، وكتم أمور التجهيز وبعث الجيش من عديد النقاط للإحداق بالأشقياء كيلا يفر منهم أحد.
وكانت القوة التي بعثها ابن سعود عظيمة مزودة باحدث الآلات والذخائر، وأوعز إلى رجل من قبيلة جهينة "وبلي" أن يكتبوا إلى ابن رفادة بأنهم معه ويطلبوا إليه أن يتقدم إليهم استدراجًا له، فخدع المغفل ومشى من الشريح إلى الحقل إلى البدع فالخريبة فشريم، وأخذ ابن رفادة ينشر في الصحف أنه استطاع أن يضم القبائل الحجازية الساخطة على ابن سعود، وأنه احتل البلدان الشمالية وأسر أمراءها السعوديين، وقتل الجنود الوهابية، وأنه سيد الموقف كله، وغير ذلك مما حسنه له الأمير عبد الله أو نشره عنه، ونشر بلاغًا آخرًا ببعض الجرائد السورية يقول فيه:
أن السعوديين زعموا أنهم قتلوه وألقوا برأسه إلى أطفال أهل ضبا واتخذوه كرةً تتلقفها أرجلهم، ثم علق في سوق ضبا في حين أنه حي يرزق وبلاغه شاهد على ذلك مما يكذب مزاعم السعوديين المفترين.
والواقع أن السعوديين لم يسبقوا الحوادث قط بالأخبار المخيلة، ولم يذكروا عن