للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنهم الفيل وكيده ويأمرهم بالكف عن رسول الله :

أيا راكبا إما عرضت فبلغن … مغلغلة عني لؤي بن غالب (١)

رسول امرئ قد راعه ذات بينكم … على النأي محزون بذلك ناصب

وقد كان عندي للهموم معرس … ولم اقض منها حاجتي ومآربي (٢)

نبيتكم شرجين، كل قبيلة … لها أزمل من بين مذك وحاطب (٣)

أعيذكم بالله من شر صنعكم … وشر تباغيكم ودس العقارب

وإظهار أخلاق ونجوى سقيمة … كوخز الاشافي وقعها حق صائب (٤)

فذكرهم بالله أول وهلة … واحلال أحرام الظباء الشوازب (٥)

وقل لهم والله يحكم حكمه … ذروا الحرب تذهب عنكم في المراحب

متى تبعثوها تبعثوها ذميمة … هي الغول للأقصين أو للأقارب

تقطع أرحاما وتهلك أمة … وتبري السديف من سنام وغارب

وتستبدلوا بالأتحمية بعدها … شليلا وأصداء ثياب المحارب (٦)

وبالمسك والكافور غبرا سوابغا … كأن قتيريها عيون الجنادب (٧)

فإياكم والحرب لا تعلقنكم … وحوضا وخيم الماء مر المشارب

تزين للأقوام ثم يرونها … بعاقبة إذ بيتت أم صاحب

تحرق لا تشوي ضعيفا وتنتحي … ذوي العز منكم بالحتوف الصوائب

ألم تعلموا ما كان في حرب داحس … فتعتبروا أو كان في حرب حاطب

وكم ذا أصابت من شريف مسود … طويل العماد ضيفه غير خائب

عظيم رماد النار يحمد أمره … وذي شيمة محض كريم المضارب

وماء هريق في الضلال كأنما … أذاعت به ريح الصبا والجنائب

يخبركم عنها امرؤ حق عالم … بأيامها والعلم علم التجارب

فبيعوا الحراب ملمحارب واذكروا … حسابكم والله خير محاسب

ولي امرئ فاختار دينا فلا يكن … عليكم رقيبا غير رب الثواقب


(١) المغلغلة: الرسالة.
(٢) المعرس: المكان الذي ينزل فيه المسافر آخر الليل، يقيم فيه للراحة ثم يرتحل.
(٣) شرجين: نوعين مختلفين. الأزمل: الصوت المختلط. المذكى: الموقد، والمذكي: الذي يوقد النار.
(٤) الاشافي: جمع أشفى وهي المخرز.
(٥) أحرام الظباء: التي يحرم صيدها في الحرم، والشوازب: الضامرة البطون.
(٦) الأتحمية: ثياب رقاق تصنع باليمن.
(٧) القتير: حلق الدرع.

<<  <  ج: ص:  >  >>