للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طرق عن بكر بن محرز الكلبي الخزاعي عن أبيه محرز بن مهدي عن حرام بن هشام عن (١) حبيش بن خالد عن أبيه عن جده حبيش بن خالد صاحب رسول الله ، أن رسول الله حين أخرج من مكة خرج منها مهاجرا هو وأبو بكر وعامر بن فهيرة ودليلهما عبد الله بن أريقط الليثي فمروا بخيمة (٢) أم معبد وكانت امرأة برزة جلدة تحتبي بفناء القبة، وذكر مثل ما تقدم سواء. قال وحدثناه - فيما أظن - محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ثنا محمد بن يونس بن موسى - يعني الكديمي - ثنا عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز مولى العباس بن عبد المطلب ثنا محمد بن سليمان بن سليط الأنصاري: حدثني أبي عن أبيه سليط البدري. قال: لما خرج رسول الله في الهجرة ومعه أبو بكر وعامر بن فهيرة وابن أريقط يدلهم على الطريق، مر بأم معبد الخزاعية وهي لا تعرفه فقال لها: " يا أم معبد هل عندك من لبن؟ " قالت: لا والله إن الغنم لعازبة قال فما هذه الشاة؟ قالت خلفها الجهد عن الغنم؟ ثم ذكر تمام الحديث كنحو ما تقدم.

ثم قال البيهقي: يحتمل أن هذه القصص كلها واحدة، ثم ذكر قصة شبيهة بقصة شاة أم معبد الخزاعية فقال حدثنا أبو عبد الله الحافظ - إملاء - حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب، أخبرنا محمد بن غالب، ثنا أبو الوليد، ثنا عبد الله (٣) بن إياد بن لقيط، ثنا إياد بن لقيط عن قيس بن النعمان. قال لما انطلق النبي وأبو بكر مستخفين، مروا بعبد يرعى غنما، فاستسقياه اللبن، فقال: ما عندي شاة تحلب، غير أن ههنا عناقا حملت أول الشتاء، وقد أخدجت (٤) وما بقي لها من لبن، فقال ادع بها، فدعا بها فاعتقلها النبي ومسح ضرعها ودعا حتى أنزلت، وجاء أبو بكر بمجن فحلب فسقى أبا بكر، ثم حلب فسقى الراعي، ثم جلس فشرب. فقال الراعي: بالله من أنت؟ فوالله ما أريت مثلك قط. قال: أو تراك تكتم علي حتى أخبرك؟ قال: نعم! قال فإني محمد رسول الله. فقال: أنت الذي تزعم قريش أنه صابئ؟ قال: إنهم ليقولون ذلك. قال: فإني أشهد أنك نبي، وأشهد أن ما جئت به حق، وأنه لا يفعل ما فعلت إلا نبي وأنا متبعك. قال: إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا فإذا بلغك أني قد ظهرت فأتنا. ورواه أبو يعلى الموصلي عن جعفر بن حميد الكوفي عن عبد الله بن إياد بن لقيط به. وقد ذكر أبو نعيم ههنا قصة عبد الله بن مسعود فقال: حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا حماد بن سلمة، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود. قال: كنت غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة (٥) بن أبي معيط بمكة، فأتى رسول الله وأبو بكر - وقد فرا من المشركين - فقال: " يا


(١) من البيهقي: وفي الأصل بن وهو تحريف.
(٢) في البيهقي: على خيمتي أم معبد.
(٣) في دلائل البيهقي ج ٢/ ٤٩٧: عبيد الله بن إياد بن لقيط، عن قيس بن النعمان.
(٤) في البيهقي أخرجت. وخدجت: ألقت ولدها قبل أوانه وإن كان تام الخلق، وأخدجت: ولدته ناقص الخلق وإن كان لتمام الحمل.
(٥) من البيهقي وابن سعد. وفي الأصل عتبة وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>