للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صريع وعليه بيضة ومعه سيف جيد. ومعي سيف ردئ فجعلت أنقف رأسه بسيفي وأذكر نقفا كان ينقف رأسي بمكة حتى ضعفت يده فأخذت سيفه فرفع رأسه فقال: على من كانت الدائرة لنا أو علينا ألست رويعينا بمكة؟ قال: فقتلته، ثم أتيت النبي فقلت قتلت أبا جهل، فقال الله الذي لا إله إلا هو؟ فاستحلفني ثلاث مرات ثم قام معي إليهم فدعا عليهم (١).

وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة قال: قال عبد الله انتهيت إلى أبي جهل يوم بدر وقد ضربت رجله وهو يذب الناس عنه بسيف له، فقلت الحمد لله الذي أخزاك الله يا عدو الله. قال: هل هو إلا رجل قتله قومه، فجعلت أتناوله بسيف لي غير طائل فأصبت يده فندر (٢) سيفه فأخذته فضربته حتى قتلته قال ثم خرجت حتى أتيت النبي كأنما أقل من الأرض فأخبرته فقال " الله الذي لا إله إلا هو؟ " فرددها ثلاثا، قال: قلت الله الذي لا إله إلا هو قال فخرج يمشي معي حتى قام عليه فقال: " الحمد لله الذي قد أخزاك الله يا عدو الله هذا كان فرعون هذه الأمة " وفي رواية أخرى قال ابن مسعود فنفلني سيفه. وقال أبو إسحاق الفزاري عن الثوري عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود قال: أتيت رسول الله يوم بدر فقلت: قد قتلت أبا جهل فقال: " الله الذي لا إله إلا هو؟ " فقلت الله الذي لا إله إلا هو مرتين - أو ثلاثا - قال فقال النبي : " الله أكبر الحمد لله الذي صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده " ثم قال: " انطلق فأرنيه " فانطلقت فأريته فقال: " هذا فرعون هذه الأمة " (٣). ورواه أبو داود والنسائي من حديث أبي إسحاق السبيعي به. وقال الواقدي وقف رسول الله على مصرع ابني عفراء فقال: " رحم الله ابني عفراء فهما شركاء في قتل فرعون هذه الأمة ورأس أئمة الكفر " فقيل يا رسول الله ومن قتله معهما؟ قال " الملائكة وابن مسعود قد شرك في قتله " رواه البيهقي (٤).

وقال البيهقي أخبرنا الحاكم، أخبرنا الأصم، حدثنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا يونس بن بكير عن عنبسة بن الأزهر عن أبي إسحاق قال: لما جاء رسول الله البشير يوم بدر بقتل أبي جهل استحلفه ثلاثة أيمان بالله الذي لا إله إلا هو لقد رأيته قتيلا؟ فحلف له فخر رسول الله ساجدا. ثم روى البيهقي من طريق أبي نعيم، عن سلمة بن رجاء، عن الشعثاء - امرأة من بني أسد (٥) - عن عبد الله بن أبي أوفى أن رسول الله صلى ركعتين حين بشر بالفتح وحين جئ


(١) رواه البيهقي في الدلائل ٣/ ٨٨.
(٢) ندر: سقط.
(٣) رواه البيهقي في الدلائل ٣/ ٨٨ وأبو داود في كتاب الجهاد ١٤٢ عن محمد بن العلاء عن إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق عن أبيه .. والنسائي في السير - في السنن الكبرى - تحفة الاشراف ٧/ ١٦٢.
(٤) دلائل النبوة ج ٣/ ٨٩ عن الواقدي، والخبر في المغازي ١/ ٩١.
(٥) دلائل النبوة ج ٣/ ٨٩ وفيه قالت: دخل علي عبد الله بن أبي أوفى، فرأيته صلى الضحى ركعتين فقالت له امرأته: إنك صليت ركعتين فقال .. وذكر تمام الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>