للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسرت سهيلا فلا ابتغي … أسيرا به من جميع الأمم (١)

وخندف تعلم أن الفتى … فتاها سهيل إذا يظلم

ضربت بذي الشفر حتى انثنى … وأكرهت نفسي على ذي العلم (٢)

قال ابن إسحاق: وكان سهيل رجلا أعلم (٣) من شفته السفلى. قال ابن إسحاق: وحدثني محمد بن عمرو بن عطاء أخو بني عامر بن لؤي: أن عمر بن الخطاب قال لرسول الله : دعني أنزع ثنية سهيل بن عمرو يدلع لسانه فلا يقوم عليك خطيبا في موطن أبدا؟ فقال رسول : " لا أمثل به فيمثل الله بي وإن كنت نبيا ".

قلت: هذا حديث مرسل بل معضل. قال ابن إسحاق: وقد بلغني أن رسول الله قال لعمر في هذا: " إنه عسى أن يقوم مقاما لا تذمه " قلت: وهذا هو المقام الذي قامه سهيل بمكة حين مات رسول الله وارتد من ارتد من العرب، ونجم النفاق بالمدينة وغيرها. فقام بمكة فخطب الناس وثبتهم على الدين الحنيف كما سيأتي في موضعه.

قال ابن إسحاق فلما قاولهم فيه مكرز وانتهى إلى رضائهم قالوا هات الذي لنا (٤). قال: اجعلوا رجلي مكان رجله وخلوا سبيله حتى يبعث إليكم بفدائه، فخلوا سبيل سهيل وحبسوا مكرزا عندهم. وأنشد له ابن إسحاق في ذلك شعرا أنكره ابن هشام. فالله أعلم. قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن أبي بكر قال: وكان في الأسارى عمرو بن أبي سفيان صخر بن حرب. قال ابن إسحاق وكانت أمه بنت عقبة بن أبي معيط. قال ابن هشام: بل كانت أمه أخت أبي معيط. قال ابن هشام: وكان الذي أسره علي بن أبي طالب. قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن أبي بكر قال فقيل لأبي سفيان أفد عمرا ابنك، قال أيجتمع على دمي ومالي، قتلوا حنظلة وأفدي عمرا؟ دعوه في أيديهم يمسكوه ما بدا لهم. قال فبينما هو كذلك محبوس بالمدينة إذ خرج سعد بن النعمان بن أكال أخو بني عمرو بن عوف ثم أحد بني معاوية معتمرا ومعه مرية له وكان شيخا مسلما في غنم له بالبقيع (٥) فخرج من هنالك معتمرا ولم يظن أنه يحبس بمكة إنما جاء


(١) في الواقدي: فلم ابتغ ١/ ١٤٣.
(٢) في مغازي الواقدي: ضربت بذي السيف حتى انحنى.
وقال ابن أبي الحديد: ذي العلم بسكون اللام، ولكنه حركه - هنا - للضرورة، وكان سهيل أعلم مشقوق الشفة العليا (شرح نهج البلاغة ٣/ ٣٥٠).
(٣) الأعلم مشقوق الشفة العليا، وأما مشقوق الشفة السفلى فهو: الأفلح.
(٤) في الواقدي: هات مالنا.
(٥) كذا في الأصل البقيع: وهو موضع داخل المدينة وفيها مقابرها. ولعل الأرجح النقيع وهو الأقرب، فالنقيع موضع قرب المدينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>