نزوع قريش الكفر حتى نعلها … بخاطمة فوق الأنوف بميسم
ننزلهم أكناف نجد ونخلة … وإن يتهموا بالخيل والرجل نتهم
يدي الدهر حتى لا يعوج سربنا … ونلحقهم آثار عاد وجرهم
ويندم قوم لم يطيعوا محمدا … على أمرهم وأي حين تندم
فأبلغ أبا سفيان إما لقيته … لئن أنت لم تخلص سجودا وتسلم
فأبشر بخزي في الحياة معجل … وسربال قار خالدا في جهنم
قال ابن إسحاق: ومولى يمين أبي سفيان الذي عناه الشاعر هو عامر بن الحضرمي. وقال ابن هشام إنما هو عقبة بن عبد الحارث بن الحضرمي فأما عامر بن الحضرمي فإنه قتل يوم بدر. قال ابن إسحاق: وقد حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن سليمان بن يسار، عن أبي إسحاق الدوسي، عن أبي هريرة. قال: بعث النبي ﷺ سرية أنا فيها فقال: " إن ظفرتم بهبار بن الأسود والرجل (١) الذي سبق معه إلى زينب فحرقوهما بالنار " فلما كان الغد بعث إلينا فقال: " إني قد كنت أمرتكم بتحريق هذين الرجلين إن أخذتموها، ثم رأيت أنه لا ينبغي لاحد أن يحرق بالنار إلا الله ﷿، فإن ظفرتم بهما فاقتلوهما " تفرد به ابن إسحاق وهو على شرط السنن ولم يخرجوه وقال البخاري: حدثنا قتيبة، ثنا الليث عن بكير عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة أنه قال: بعثنا رسول الله ﷺ في بعث فقال: " إن وجدتم فلانا وفلانا فأحرقوهما بالنار " ثم قال حين أردنا الخروج: " إني أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا وأن النار لا يعذب بها إلا الله، فإن وجدتموها فاقتلوهما " وقد ذكر ابن إسحاق أن أبا العاص أقام بمكة على كفره واستمرت زينب عند أبيها بالمدينة حتى إذا كان قبيل الفتح خرج أبو العاص في تجارة لقريش، فلما قفل من الشام لقيته سرية فأخذوا ما معه وأعجزهم هربا وجاء تحت الليل إلى زوجته زينب فاستجار بها فأجارته، فلما خرج رسول الله ﷺ لصلاة الصبح وكبر وكبر الناس صرخت من صفة النساء أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع فلما سلم رسول الله ﷺ أقبل على الناس فقال:" أيها الناس هل سمعتم الذي سمعت " قالوا نعم! قال: " أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشئ حتى سمعت ما سمعتم وإنه بجير على المسلمين أدناهم " ثم انصرف رسول الله ﷺ فدخل على ابنته زينب فقال: " أي بنية أكرمي مثواه ولا يخلصن إليك فإنك لا تحلين له " قال:
(١) في ابن هشام: أو الرجل الآخر، ويعني نافع بن عبد القيس.