للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نقل الجفان مع الجفان … إلى جفان كالمناضح (١)

ليست بأصفار لمن … يعفو ولا رح رحارح (٢)

للضيف ثم الضيف بعد الضيف والبسط السلاطح (٣)

وهب المئين من المئين … إلى المئين من اللواقح

سوق المؤبل للمؤبل … صادرات عن بلادح

لكرامهم فوق الكرام … مزية وزن الرواجح

كمثاقل الأرطال … بالقسطاس بالأيدي الموائح (٤)

خذلتهموا فئة وهم … يحمون عورات الفضائح

الضاربين التقدمية … بالمهندة الصفائح

ولقد عناني صوتهم … من بين مستسق وصائح

لله در بني … علي أيم منهم وناكح

إن لم يغيروا غارة … شعواء تحجر كل نابح (٥)

بالمقربات المبعدات … الطامحات مع الطوامح

مردا على جرد إلى … أسد مكالبة كوالح

ويلاق قرن قرنه … مشي المصافح للمصافح

بزهاء ألف ثم ألف … بين ذي بدن ورامح

قال ابن هشام: تركنا منها بيتين نال فيهما من أصحاب رسول الله .

قلت: هذا شعر المخذول المعكوس المنكوس الذي حمله كثرة جهله وقلة عقله على أن مدح المشركين ودم المؤمنين واستوحش بمكة من أبي جهل بن هشام وأضرابه من الكفرة اللئام والجهلة الطغام ولم يستوحش بها من عبد الله ورسوله وحبيبه وخليله فخر البشر ومن وجهه أنور من القمر ذي العلم الأكمل والعقل الأشمل ومن صاحبه الصديق المبادر إلى التصديق والسابق إلى الخيرات وفعل المكرمات وبذل الألوف والمئات في طاعة رب الأرض والسماوات، وكذلك بقية أصحابه الغر الكرام الذين هاجروا من دار الكفر والجهل إلى دار العلم والاسلام رضي الله عن جميعهم ما اختلط الضياء والظلام. وما تعاقبت الليالي والأيام. وقد تركنا أشعارا كثيرة أوردها ابن إسحاق خوف الإطالة وخشية الملالة وفيما أوردنا كفاية ولله الحمد والمنة. وقد قال الأموي في


(١) الممناضح: الحياض.
(٢) رحارح: أي واسعة من غير عمق.
(٣) السلاطح: الطوال العراض.
(٤) الموائح: التي تتمايل لثقل ما ترفعه.
(٥) تحجر، وتروى تجحر: أي تلجئه إلى جحره.

<<  <  ج: ص:  >  >>