للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمرو وذكر غيرهم ممن خرج بامرأته. قال: وكان وحشي كلما مر بهند بنت عتبة أو مرت به تقول ويها أبا دسمة اشف واشتف. يعني تحرضه على قتل حمزة بن عبد المطلب. قال: فأقبلوا حتى نزلوا بعينين بجبل ببطن السبخة من قناة على شفير الوادي مقابل المدينة، فلما سمع بهم رسول الله والمسلمون قال لهم قد رأيت والله خيرا رأيت بقرا تذبح ورأيت في ذباب (١) سيفي ثلما ورأيت أني أدخلت يدي في درع حصينة فأولتها المدينة. وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم جميعا عن أبي كريب عن أبي أسامة عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري عن النبي قال " رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر فإذا هي المدينة يثرب. ورأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفا فانقطع صدره فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد، ثم هززته أخرى فعاد أحسن ما كان، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين، ورأيت فيها أيضا بقرا (٢) والله خير (٣) فإذا هم النفر من المؤمنين يوم أحد، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير وثواب الصدق الذي أتانا بعد يوم بدر " (٤) وقال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا الأصم، أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أخبرنا ابن وهب، أخبرني ابن أبي الزناد عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال: تنفل (٥) رسول الله سيفه ذا الفقار يوم بدر. قال ابن عباس: وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد، وذلك أن رسول الله لما جاءه المشركون يم أحد كان رأيه أن يقيم بالمدينة فيقاتلهم فيها، فقال له ناس لم يكونوا شهدوا بدرا: نخرج يا رسول الله إليهم نقاتلهم بأحد، ورجوا أن يصيبهم من الفضيلة ما أصاب أهل بدر، فما زالوا برسول الله حتى لبس أداته، ثم ندموا وقالوا: يا رسول الله أقم فالرأي رأيك. فقال لهم ما ينبغي لنبي أن يضع أداته بعد ما لبسها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه. قال: وكان قال لهم يومئذ قبل أن يلبس الأداة: إني رأيت أني في درع حصينة فأولتها المدينة، وأني مردف كبشا وأولته كبش الكتيبة، ورأيت أن سيفي ذا الفقار فل فأولته فلا فيكم، ورأيت بقرا يذبح فبقر والله خير " (٦) رواه الترمذي وابن ماجة من حديث عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه به. وروى البيهقي من طريق حماد بن سلمة، عن علي بن زيد


(١) في رواية البيهقي: ذؤابة سيفي.
(٢) جاء في غير مسلم زيادة: ورأيت بقرا تنحر، وبها يتم تأويل الرؤيا - حيث أن نحر البقر أول بقتل الصحابة الذين قتلوا يوم أحد.
(٣) والله خير: قال القاضي عياض: قد ضبطنا هذا الحرف عن جميع الرواة: والله خير، على المبتدأ والخبر.
(٤) أخرجه مسلم في ٤٢ كتاب الرؤيا ٤٢ باب ح ٢٠. والبخاري في أكثر من موضع في كتاب المغازي فتح الباري ٧/ ٣٧٤، وفي كتاب المناقب باب علامات النبوة في الاسلام وفي كتاب التعبير باب إذا رأى بقرا تنحر. كما أخرجه ابن ماجة في كتاب تعبير الرؤيا. باب تعبير الرؤيا.
(٥) من البيهقي، وفي الأصل تعقل تحريف.
(٦) أخرجه البيهقي في الدلائل ٣/ ٢٠٤، ورواه أحمد في مسنده ١/ ٢٧١ عن ابن عباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>