للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقاص قال: مر رسول الله بامرأة من بني دينار وقد أصيب زوجها وأخوها وأبو ها (١) مع رسول الله بأحد فلما نعوا لها قالت: ما فعل رسول الله ؟ قالوا: خيرا يا أم فلان، هو بحمد الله كما تحبين، قالت: أرونيه حتى أنظر إليه، قال: فأشير لها إليه، حتى إذا رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل. قال ابن هشام: الجلل يكون من القليل والكثير وهو ههنا القليل. قال امرؤ القيس:

لقتل بني أسد ربهم … ألا كل شئ خلاه جلل (٢)

أي صغير وقليل. قال ابن إسحاق: فلما انتهى رسول الله إلى أهله ناول سيفه ابنته فاطمة فقال: " اغسلي عن هذا دمه يا بنية، فوالله لقد صدقني في هذا اليوم " وناولها علي بن أبي طالب سيفه فقال: وهذا فاغسلي عنه دمه فوالله لقد صدقني اليوم. فقال رسول الله : " لئن كنت صدقت القتال لقد صدقه معك سهل بن حنيف وأبو دجانة ". وقال موسى بن عقبة في موضع آخر: ولما رأى رسول الله سيف علي مخضبا بالدماء قال: " لئن كنت أحسنت القتال فقد أحسن عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح والحارث بن الصمة وسهل بن حنيف " وروى البيهقي عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال: جاء علي بن أبي طالب بسيفه يوم أحد قد انحنى فقال لفاطمة: هاك السيف حميدا فإنها قد شفتني، فقال رسول الله : " لئن كنت أجدت الضرب بسيفك لقد أجاده سهل بن حنيف وأبو دجانة وعاصم بن ثابت والحارث بن الصمة " (٣) قال ابن هشام: وسيف رسول الله هذا هو ذو الفقار (٤)، قال: وحدثني بعض أهل العلم عن ابن أبي نجيح قال: نادى مناد يوم أحد لا سيف إلا ذو الفقار (٥)، قال: وحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله قال لعلي: " لا يصيب المشركون منا مثلها حتى يفتح الله علينا " قال ابن إسحاق: ومر رسول الله بدار بني عبد الأشهل فسمع البكاء والنوائح على قتلاهم، فذرفت عينا رسول الله ثم قال: " لكن


(١) في مغازي الواقدي السميراء بنت قيس إحدى نساء بني دينار وقد نعي لها ابناها: النعمان بن عبد عمرو، وسليم بن الحارث - ولم يذكر ابن إسحاق غيرهما فيمن استشهد من بني دينار - وسماه ابن سعد: سلم. ولم أجد في الأسماء التي ذكرت فيمن استشهد يوم أحد اسم زوجها وكانت تحت الحارث بن ثعلبة بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار (وسليم ابنه) (مغازي الواقدي ١/ ٢٩٢ - سيرة ابن هشام ٣/ ١٣١ طبقات ابن سعد ج ٣ - ج ٨).
(٢) في نسخة لابن هشام: سواه بدل خلاه. وربهم: يعني ملك بني أسد " حجر ".
(٣) رواه البيهقي في الدلائل ٣/ ٢٨٣ والحاكم في المستدرك ٣/ ٢٤ وقال: صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه.
(٤) كان ذو الفقار سيفا للعاصي بن منبه، فلما قتل كافرا يوم بدر صار إلى النبي ثم إلى علي بن أبي طالب.
(٥) في ابن هشام: لا سيف إلا ذو الفقار لا فتى إلا علي.

<<  <  ج: ص:  >  >>