للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مجالدنا عن ديننا كل فخمة … مذربة فيها القوانس تلمع (١)

وكل صموت في الصوان كأنها … إذا لبست نهي من الماء مترع

ولكن ببدر سائلوا من لقيتم … من الناس والأنباء بالغيب تنفع

وانا بأرض الخوف لو كان أهلها … سوانا لقد أجلوا بليل فأقشعوا

إذا جاء منا راكب كان قوله … أعدوا لما يزجي ابن حرب ويجمع

فمهما يهم الناس مما يكيدنا … فنحن له من سائر الناس أوسع

فلو غيرنا كانت جميعا تكيده … البرية قد أعطوا يدا وتوزعوا

نجالد لا تبقى علينا قبيلة … من الناس إلا أن يهابوا ويفظعوا

ولما ابتنوا بالعرض قالت سراتنا … علام إذا لم نمنع العرض نزرع (٢)

وفينا رسول الله نتبع أمره … إذا قال فينا القول لا نتظلع (٣)

تدلى عليه الروح من عند ربه … ينزل من جو السماء ويرفع

نشاوره فيما نريد وقصرنا … إذا ما اشتهى أنا نطيع ونسمع

وقال رسول الله لما بدوا لنا … ذروا عنكم هول المنيات واطمعوا

وكونوا كمن يشري الحياة تقربا … إلى ملك يحيا لديه ويرجع

ولكن خذوا أسيافكم وتوكلوا … على الله إن الامر لله أجمع

فسرنا إليهم جهرة في رحالهم … ضحيا علينا البيض لا نتخشع

بملمومه فيها السنور والقنا … إذا ضربوا أقدامها لا تورع (٤)

فجئنا إلى موج من البحر وسطه … أحابيش منهم حاسر ومقنع

ثلاثة آلاف ونحن نصية … ثلاث مئين إن كثرنا فأربع (٥)

نغاورهم تجري المنية بيننا … نشارعهم حوض المنايا ونشرع

تهادى قسي النبع فينا وفيهم … وما هو إلا اليثربي المقطع

ومنجوفة حرمية ضاعدية … يذر عليها السم ساعة تصنع (٦)

تصوب بأبدان الرجال وتارة … تمر بأعراض البصار تقعقع

وخيل تراها بالفضاء كأنها … جراد صبا في قرة يتريع


(١) الفحمة: الكتيبة العظيمة. والقوانس: رؤوس بيض السلاح.
(٢) العرض: موضع خارج المدينة.
(٣) لا نتظلع: أي لا نميل عنه. وتروى: لا نتطلع.
(٤) الملمومة: الكتيبة المجتمعة.
(٥) نصية: خيار القوم.
(٦) المنجوفة: السهام. الحرمية: نسبة إلى أهل الحرم. الصاعدية: نسبة إلى صاعد أحد الصناع.

<<  <  ج: ص:  >  >>