للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أضاميم من قيس بن غيلان أصفقت … وخندق لم يدروا بما هو واقع (١)

يذودوننا عن ديننا ونذودهم … عن الكفر والرحمن راد وسامع

إذا غايظونا في مقام أعاننا … على غيظهم نصر من الله واسع

وذلك حفظ الله فينا وفضله … علينا ومن لم يحفظ الله ضائع

هدانا لدين الحق واختاره لنا … ولله فوق الصانعين صانع (٢)

قال ابن هشام: وهذه الأبيات في قصيدة له - يعني طويلة - قال ابن إسحاق: وقال حسان بن ثابت في مقتل بني قريظة:

لقد لقيت قريظة ما ساءها … وما وجدت لذل من نصير

أصابهم بلاء كان فيه … سوى ما قد أصاب بني النضير

غداة أتاهم يهوى إليهم … رسول الله كالقمر المنير

له خيل مجنبة تغادى … بفرسان عليها كالصقور (٣)

تركناهم وما ظفروا بشئ … دماؤهم عليها كالعبير

فهم صرعي تحوم الطير فيهم … كذاك يدان ذو العند الفجور

فأنذر مثلها نصحا قريشا … من الرحمن إن قبلت نذيري

قال: وقال حسان بن ثابت أيضا في بني قريظة:

تعاقد معشر نصروا قريشا … وليس لهم ببلدتهم نصير

هم أوتوا الكتاب فضيعوه … وهم غمي من التوراة بور

كفرتم بالقرآن وقد أتيتم … بتصديق الذي قال النذير

فهان على سراة بني لؤي … حريق بالبويرة مستطير (٤)

فأجابه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب فقال:

أدام الله ذلك من صنيع … وحرق في طوائفها السعير

ستعلم أينا منها بنزه … وتعلم أي أرضينا تضير

فلو كان النخيل بها ركابا … لقالوا لا مقام لكم فسيروا

قلت: وهذا ما قاله أبو سفيان بن الحارث قبل أن يسلم، وقد تقدم في صحيح البخاري بعض هذه الأبيات. وذكر ابن إسحاق جواب حسان في ذلك لجبل بن جوال الثعلبي تركناه قصدا.


(١) أضاميم: واحدتها أضمامة وهو كل شئ مجتمع. وتروى أصاميم بالصاد: الخالصون في أنسابهم.
(٢) في ابن هشام: صنائع.
(٣) خيل مجنبة: هي التي تقاد ولا تركب.
(٤) سراة القوم: إشرافهم، والبويرة: موضع بني قريظة.

<<  <  ج: ص:  >  >>