للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليهم رسول الله زيد بن حارثة أيضا (١).

قال الواقدي: حدثني عبد الله بن جعفر، عن يعقوب بن عتبة قال: خرج علي في مائة رجل إلى أن نزل إلى حي من بني أسد (٢) بن بكر، وذلك أنه بلغ رسول الله أن لهم جمعا يريدون أن يمدوا يهود خيبر، فسار إليهم بالليل وكمن بالنهار وأصاب عينا لهم فأقر له أنه بعث إلى خيبر يعرض عليهم على أن يجعلوا لهم تمر خيبر.

قال الواقدي رحمه الله تعالى وفي سنة ست في شعبان كانت سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل، وقال له رسول الله إن هم أطاعوا فتزوج بنت ملكهم، فأسلم القوم وتزوج عبد الرحمن بنت ملكهم تماضر بنت الإصبع (٣) الكلبية وهي أم أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف.

قال الواقدي في شوال سنة ست: كانت سرية كرز بن جابر الفهري إلى العرنيين الذين قتلوا راعي رسول الله واستاقوا النعم، فبعث رسول الله في آثارهم كرز بن جابر في عشرين فارسا فردوهم (٤). وكان من أمرهم ما أخرجه البخاري ومسلم: من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة عن أنس بن مالك أن رهطا من عكل وعرينة - وفي رواية من عكل أو عرينة أتوا رسول الله فقالوا: يا رسول الله إنا أناس أهل ضرع، ولم نكن أهل ريف فاستوخمنا (٥) المدينة. فأمر لهم رسول الله بذود وراع وأمرهم أن يخرجوا فيه فيشربوا من ألبانها وأبو الها فانطلقوا حتى إذا كانوا بناحية الحرة قتلوا راعي رسول الله واستاقوا الذود وكفروا بعد إسلامهم، فبعث النبي في طلبهم فأمر بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر (٦) أعينهم، وتركهم في الحرة حتى ماتوا وهم كذلك. قال قتادة فبلغنا أن رسول الله كان إذا خطب بعد ذلك حض على الصدقة ونهى عن المثلة (٧). وهذا الحديث قد رواه جماعة عن قتادة ورواه جماعة عن أنس بن مالك. وفي رواية مسلم: عن معاوية بن قرة عن أنس أن نفرا من عرينة أتوا رسول الله فأسلموا وبايعوه، وقد


(١) في مغازي الواقدي: كان ذلك في جمادي الآخرة.
(٢) في البيهقي والواقدي: بني سعد بن بكر، بفدك. وكانت سريته في شعبان سنة ست. وانتهى علي إلى معسكرهم - فلم ير أحدا - فساق النعم والشاء: خمسمائة بعير، وألفا شاة.
(٣) في الواقدي: الأصبغ بن عمرو الكلبي وكان نصرانيا.
(٤) مغازي الواقدي ٢/ ٥٧٠ والخبر فيه مطول. ونقله عنه البيهقي في الدلائل مختصرا ٤/ ٨٥.
(٥) في الواقدي: فاستوبأوا المدينة: أي وجدوها وبئة.
(٦) في مغازي الواقدي: وسمل أعينهم.
(٧) كان ذلك بعد نزول قوله تعالى: (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف). قال أبو هريرة: فلم تسمل بعد ذلك عين. والحديث رواه البخاري في ٨٦ كتاب الحدود (١٧) باب فتح الباري ١٢/ ١١١ وأخرجه مجتزءا في عدة مواضع.

<<  <  ج: ص:  >  >>