للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسلم في صحيحه حيث قال: حدثنا أبو الطاهر، حدثنا ابن وهب [قال] سمعت بن جريح يحدثنا عن عطاء بن أبي رياح، عن عائشة ، قالت: كان رسول الله إذا عصفت الريح قال: " اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به " قالت: وإذا عببت (١) السماء تغير لونه وخرج ودخل وأقبل وأدبر فإذا أمطرت سري عنه (٢) فعرفت ذلك عائشة فسألته فقال لعله يا عائشة كما قال قوم عاد (فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا) [الأحقاف: ٢٤] (٣) رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة من حديث ابن جريج.

طريق أخرى … قال الإمام أحمد (٤) حدثنا هارون بن معروف أنبأنا عبد الله بن وهب، أنبأنا عمرو وهو ابن الحارث، أن أبا النضر، حدثه عن سليمان بن يسار، عن عائشة أنها قالت: ما رأيت رسول الله مستجمعا ضاحكا قط حتى أرى منه لهواته إنما كان يبتسم. وقالت كان إذا رأى غيما أو ريحا عرف ذلك في وجهه قالت يا رسول الله الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر وأراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية فقال: " يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب. قد عذب قوم نوح بالريح. وقد رأى قوم العذاب فقالوا: هذا عارض ممطرنا " … فهذا الحديث كالصريح في تغاير القصتين كما أشرنا إليه أولا. فعلى هذا تكون القصة المذكورة في سورة الأحقاف خبرا عن قوم عاد الثانية. وتكون بقية السياقات في القرآن خبرا عن عاد الأولى والله أعلم بالصواب … وهكذا رواه مسلم عن هارون بن معروف وأخرجه البخاري وأبو داود من حديث ابن وهب … وقدمنا حج هود عند ذكر حج نوح . وروي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه ذكر صفة قبر هود في بلاد اليمن. وذكر آخرون أنه بدمشق وبجامعها مكان في حائطة القبلي يزعم بعض الناس أنه قبر هود والله أعلم.


(١) كذا في الأصول. وعند مسلم تخيلت. قال أبو عبيدة وغيره: تخيلت من المخيلة بفتح الميم: وهي سحابة فيها رعد وبرق يخيل إليه انها ماطرة.
(٢) سري عنه: انكشف عنه الهم. قال صاحب النهاية: وقد تكرر ذكر هذه اللفظة في الحديث، وخاصة في ذكر نزول الوحي عليه. وكلها بمعنى الكشف والإزالة. يقال: سروت الثوب، وسريته إذا خلعته. والتشديد فيه للمبالغة.
(٣) أخرجه مسلم في ٩ كتاب صلاة الاستسقاء (٣ باب) ح ١٥ ص ٢/ ٦١٦.
(٤) مسند أحمد ج ٦/ ٦٦ وصحيح مسلم ٩ كتاب صلاة الاستسقاء (٣ باب) ١٦ ح ص ٢/ ٦١٦. ولهواته: جمع لهاة. وهي اللحمة الحمراء المعلقة في أعلى الحنك. قاله الأصمعي.

<<  <  ج: ص:  >  >>