للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مليكة: أمر رسول الله بلالا فأذن يوم الفتح فوق الكعبة، فقال رجل من قريش للحارث ابن هشام: ألا ترى إلى هذا العبد أين صعد؟ فقال: دعه فإن يكن الله يكرهه فسيغيره. وقال يونس بن بكير وغيره عن هشام بن عروة عن أبيه: أن رسول الله أمر بلالا عام الفتح فأذن على الكعبة ليغيظ به المشركين (١). وقال محمد بن سعد: عن الواقدي (٢). عن محمد بن حرب، عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحاق: أن أبا سفيان بن حرب بعد فتح مكة كان جالسا فقال في نفسه: لو جمعت لمحمد جمعا؟ فإنه ليحدث نفسه بذلك إذ ضرب رسول الله بين كتفيه وقال " إذا يخزيك الله " قال فرفع رأسه فإذا رسول الله قائم على رأسه فقال: ما أيقنت أنك نبي حتى الساعة. قال البيهقي: وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ - إجازة - أنبأ أبو حامد أحمد [علي] بن الحسن المقري، أنبأ أحمد بن يوسف السلمي، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، ثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي السفر عن ابن عباس قال: رأى أبو سفيان رسول الله يمشي والناس يطئون عقبه، فقال بينه وبين نفسه: لو عاودت هذا الرجل القتال؟ فجاء رسول الله حتى ضرب بيده في صدره فقال " إذا يخزيك الله " فقال أتوب إلى الله وأستغفر الله ما تفوهت به (٣). ثم روى البيهقي: من طريق ابن خزيمة وغيره عن أبي حامد بن الشرقي، عن محمد بن يحيى الذهلي، ثنا [محمد] موسى بن أعين الجزري، ثنا أبي، عن إسحاق بن راشد [عن الزهري] عن سعيد بن المسيب قال: لما كان ليلة دخل الناس مكة ليلة الفتح لم يزالوا في تكبير وتهليل وطواف بالبيت حتى أصبحوا، فقال أبو سفيان لهند: أتري هذا من الله؟ قالت نعم هذا من الله، قال: ثم أصبح أبو سفيان فغدا إلى رسول الله فقال رسول الله " قلت لهند أتري هذا من الله؟ قالت نعم هذا من الله " (٤) فقال أبو سفيان: أشهد أنك عبد الله ورسوله، والذي يحلف به ما سمع قولي هذا أحد من الناس غير هند. وقال البخاري: ثنا إسحاق، ثنا أبو عاصم، عن ابن جريج أخبرني حسن بن مسلم عن مجاهد أن رسول الله قال " إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة لا تحل لاحد قبلي ولا تحل لاحد بعدي ولم تحلل لي إلا ساعة من الدهر لا ينفر صيدها ولا يعضد شوكها ولا يختلى خلاؤها ولا تحل لقطتها إلا لمنشد " فقال العباس بن عبد المطلب إلا الإذخر (٥) يا رسول الله


(١) الخبران نقلهما البيهقي في الدلائل في باب ما روي في تأذين بلال بن رباح يوم الفتح على ظهر الكعبة ج ٥/ ٧٨ و ٧٩.
(٢) هكذا في الأصل: وهو وهم من الناسخ، والخبر رواه ابن سعد عن أبي إسحاق السبيعي عن محمد بن عبيد.
والحاكم في الإكليل عن ابن عباس. ونقله البيهقي في الدلائل ج ٥/ ١٠٢.
(٣) دلائل النبوة ج ٥/ ١٠٢ ونقله الصالحي عن البيهقي وعن الحاكم، في السيرة الشامية (٥/ ٣٧٠).
(٤) العبارة في الدلائل: إلا الله ﷿ وهند. دلائل النبوة ج ٥/ ١٠٣ وما بين معكوفتين في الخبرين - زيادات استدركت من دلائل البيهقي.
(٥) الإذخر: نبت معروف عند أهل مكة طيب الريح، له أصل مندفن وقضبان دقاق ينبت في السهل والحزن. وأهل مكة يسقفون به البيوت بين الخشب ويسدون به الخلل بين اللبنات في القبور ويستعملونه بدلا من الحلفاء في الوقود.

<<  <  ج: ص:  >  >>