للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تكاد ترجف منه الأرض رهبته … وفي مقدمه أوس وعثمان

قال ابن إسحاق: أوس وعثمان قبيلا مزينة. قال: وحدثني الزهري، عن سنان بن أبي سنان الدئلي عن أبي واقد الليثي وهو (١) الحارث بن مالك قال: خرجنا مع رسول الله إلى حنين ونحن حديثو عهد بالجاهلية، قال فسرنا معه إلى حنين، قال: وكانت لكفار قريش ومن سواهم من العرب شجرة عظيمة خضراء يقال لها ذات أنواط يأتونها كل سنة، فيعلقون أسلحتهم عليها، ويذبحون عندها، ويعكفون عليها يوما، قال: فرأينا ونحن نسير مع رسول الله سدرة خضراء عظيمة، قال: فتنادينا من جنبات الطريق: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط؟ فقال رسول الله " الله أكبر قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى لموسى: اجعل لنا إلها كما لهم آلهة، قال إنكم قوم تجهلون، إنها السنن لتركبن سنن من كان قبلكم " (٢). وقد روى هذا الحديث الترمذي عن سعيد بن عبد الرحمن المخزومي عن سفيان والنسائي عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق عن معمر كلاهما عن الزهري كما رواه ابن إسحاق عنه، وقال الترمذي حسن صحيح. ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده مرفوعا. وقال أبو داود: ثنا أبو توبة ثنا معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام عن السلولي أنه حدثه سهل بن الحنظلية أنهم ساروا مع رسول الله يوم حنين فأطنبوا السير حتى كان العشية، فحضرت صلاة الظهر عند رسول الله فجاء رجل فارس، فقال: يا رسول الله إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا فإذا أنا بهوازن عن بكرة أبيهم بظعنهم وبنعمهم وشائهم اجتمعوا إلى حنين، فتبسم رسول الله وقال " تلك غنيمة المسلمين غدا إن شاء الله " ثم قال " من يحرسنا الليلة " قال أنس (٣) بن أبي مرثد: أنا يا رسول الله، قال: فاركب، فركب فرسا له وجاء إلى رسول الله فقال له رسول الله " استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه ولا نغرن من قبلك الليلة " فلما أصبحنا خرج رسول الله إلى مصلاه فركع ركعتين ثم قال: " هل أحسستم فارسكم؟ " قالوا يا رسول الله ما أحسسنا، فثوب بالصلاة، فجعل رسول الله يصلي ويلتفت إلى الشعب حتى إذا قضى صلاته قال " أبشروا فقد جاءكم فارسكم " فجعل ينظر إلى خلال الشجر في الشعب، وإذا هو قد جاء حتى وقف على رسول الله فقال: إني انطلقت حتى إذا كنت في أعلا هذا الشعب حيث أمرني رسول الله فلما أصبحت طلعت الشعبين كليهما فنظرت فلم أر أحدا، فقال له رسول الله " هل نزلت الليلة؟ " قال لا إلا مصليا أو قاضي حاجة،


(١) من رواية الواقدي: ورواية البيهقي. وفي الأصل أن وهو تحريف. فالحارث بن مالك يكنى بأبي واقد الليثي.
(٢) الخبر في الواقدي ٢/ ٨٩٠ ودلائل البيهقي ٥/ ١٢٤ وسيرة ابن هشام ج ٤/ ٨٤. وأخرجه الترمذي في كتاب الفتن (١٨) باب الحديث ٢١٨٠.
(٣) في الواقدي: أنيس.

<<  <  ج: ص:  >  >>