للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانوا أمام المؤمنين دريئة … والشمس يومئذ عليهم أشمس (١)

نمصي ويحرسنا الاله بحفظه … والله ليس بضائع من يحرس

ولقد حبسنا بالمناقب محبسا … رضي الإله به فنعم المحبس

وغداة أوطاس شددنا شدة … كفت العدو وقيل منها يا احبسوا

تدعو هوازن بالاخوة بيننا … ثدي تمد به هوازن أيبس

حتى تركنا جمعهم وكأنه … عير تعاقبه السباع مفرس

وقال أيضا :

من مبلغ الأقوام أن محمدا … رسول الاله راشد حيث يمما

دعا ربه واستنصر الله وحده … فأصبح قد وفى إليه وأنعما

سرينا وواعدنا قديدا محمدا … يؤم بنا أمرا من الله محكما

تماروا بنا في الفجر حتى تبينوا … مع الفجر فتيانا وغابا مقوما (٢)

على الخيل مشدودا علينا دروعنا … ورجلا كدفاع الآتي عرمرما

فإن سراة الحي إن كنت سائلا … سليم وفيهم منهم من تسلما

وجند من الأنصار لا يخذلونه … أطاعوا فما يعصونه ما تكلما

فإن تك قد أمرت في القوم خالدا … وقدمته فإنه قد تقدما

بجند هداه الله أنت أميره … تصيب به في الحق من كان أظلما

حلفت يمينا برة لمحمد … فأكملتها ألفا من الخيل ملجما

وقال نبي المؤمنين تقدموا … وحب إلينا أن نكون المقدما

وبتنا بنهي المستدير ولم يكن … بنا الخوف إلا رغبة وتحزما

أطعناك حتى أسلم الناس كلهم … وحتى صبحنا الجمع أهل يلملما (٣)

يضل الحصان الأبلق الورد وسطه … ولا يطمئن الشيخ حتى يسوما

سمونا لهم ورد القطا زفه ضحى … وكل تراه عن أخيه قد أحجما

لدن غدوة حتى تركنا عشية … حنينا وقد سالت دوامعه دما

إذا شئت من كل رأيت طمرة … وفارسها يهوي ورمحا محطما

وقد أحرزت منا هوازن سربها … وحب إليها أن نخيب ونحرما


(١) دريئة: الكتيبة المدافعة.
(٢) الغاب: هنا الرماح.
(٣) يلملم: ميقات الحاج القادم من جهة اليمن، وهو جبل على مرحلتين من مكة.

<<  <  ج: ص:  >  >>