للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حَدِيثِ الْأَعْمَشِ وَقَدْ رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَوْ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري - شكَّ الأعمش - قا لَمَّا كَانَ يَوْمُ غَزْوَةِ تَبُوكَ أَصَابَ النَّاس مَجَاعَةٌ

فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَذِنْتَ فَنَنْحَرُ نَوَاضِحَنَا فَأَكَلْنَا وادَّهنا؟ (١) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم " افْعَلُوا " فَجَاءَ عُمَرُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ فَعَلْتَ قلَّ الظَّهر، وَلَكِنِ ادْعُهُمْ بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ وَادْعُ اللَّهَ لَهُمْ فِيهَا بِالْبَرَكَةِ لعلَّ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ فيها البركة، فقال رسول الله " نعم! " فدعا بنطع فبسطه ثمَّ عاد بفضل أزوادهم، فجعل الرجل يجئ بكف ذرة، ويجئ الآخرة بكف من التَّمر، ويجئ الْآخَرُ بِكِسْرَةٍ حتَّى اجْتَمَعَ عَلَى النَّطع مِنْ ذلك شئ يَسِيرٌ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم بِالْبَرَكَةِ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ " خُذُوا فِي أَوْعِيَتِكُمْ " فَأَخَذُوا فِي أَوْعِيَتِهِمْ حتَّى مَا تَرَكُوا في العسكر وعاء إلا ملؤوها، وَأَكَلُوا حتَّى شَبِعُوا، وَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ لَا يَلْقَى اللَّهَ بِهَا عَبْدٌ غَيْرُ شاكٍ فَيُحْجَبُ عَنِ الجنَّة " وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبَى كُرَيْبٍ عَنْ أَبَى مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ بِهِ.

وَرَوَاهُ الإمام أحمد مِنْ حَدِيثِ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هريرة به وَلَمْ يَذْكُرْ غَزْوَةَ تَبُوكَ بَلْ قَالَ كَانَ في غزوة غزاها.

مُرُورِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم فِي ذَهَابِهِ إلى تبوك بمساكن ثمود بالحجر قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ مرَّ بِالْحِجْرِ، نَزَلَهَا وَاسْتَقَى النَّاس مِنْ بِئْرِهَا، فلمَّا رَاحُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لا تشربوا من مياهها شيئا ولا تتوضأوا مِنْهُ للصَّلاة، وَمَا كَانَ مِنْ عَجِينٍ عَجَنْتُمُوهُ فَأَعْلِفُوهُ الْإِبِلَ، وَلَا تَأْكُلُوا مِنْهُ شَيْئًا " هَكَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ بِغَيْرِ إِسْنَادٍ.

وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حدَّثنا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ، حدَّثنا عَبْدُ الله بن الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا مَرَّ بِالْحِجْرِ قَالَ " لَا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ أَنْ يُصِيبَكُمْ ما أصابهم " وتقنَّع بردائه وهو على الرجل.

وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ كِلَاهُمَا عَنْ مَعْمَرٍ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ.

وَقَالَ مَالِكٍ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ " لَا تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْمُعَذَّبِينَ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ فَلَا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ " (٣) .

وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ، وَمِنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ.

وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ نَحْوَهُ.

وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ:

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حدَّثنا صَخْرُ - هُوَ ابْنُ جُوَيْرِيَةَ - عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَزَلَ رَسُولُ


(١) وادهنا: أي اتخذنا دهنا من شحومها.
(٢) رواه الإمام أحمد في مسنده ج ٣ / ١١، ومسلم في كتاب الايمان - باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا.
الحديث (٤٥) .
(٣) الخبر في سيرة ابن هشام ج ٤ / ١٦٥، وأخرجه البخاري في فتح الباري ٦ / ٥٣٠ و ٨ / ٣٨١ ومسلم في الصحيح ٤ / ٢٢٨٥.
ورواه البيهقي من طرق متعددة ج ٥ / ٢٣٣.
(*)

<<  <  ج: ص:  >  >>